تُعتبر سورة يس من السور القرآنية العظيمة التي حملت العديد من الفضائل والبركات، حتى لقبت بـ “قلب القرآن”. ولطالما ارتبطت هذه السورة بقضاء الحوائج، تفريج الكروب، منح الطمأنينة، وحتى التخفيف عن سكرات الموت وفي هذا التقرير ، نستعرض بالتفصيل أسرار سورة يس، فضل قراءتها، وتأثيرها الروحي في مختلف جوانب الحياة.
أسرار سورة يس في تحقيق الراحة النفسية والتوبة
يُحس القارئ لسورة يس براحة نفسية وذهنية لا مثيل لها، خاصة عندما تُتلى بنية صادقة وخالصة لوجه الله تعالى فمن أسرار هذه السورة أنها تساعد في التوبة النصوح والعودة إلى الله، فهي تفتح للإنسان أبواب الرحمة والمغفرة، وتمنحه الشعور بالأمل والثقة في رحمة الله.
وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غُفر له في تلك الليلة” (رواه أبو هريرة).
هذا الحديث يشير إلى أن تلاوة يس تُكسب الإنسان مغفرة الذنوب، خاصة إذا كان القارئ ينوي بذلك التقرب إلى الله، وهذا ما يجعلها من السور التي يُستحب المواظبة عليها يوميًا.
سورة يس وتخفيف سكرات الموت
تُعد لحظة الاحتضار من أكثر اللحظات رهبة في حياة الإنسان، حيث يعيش المحتضر لحظات فاصلة بين الدنيا والآخرة. وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أوصى بقراءة سورة يس على من يحتضر، حيث قال:
ما من ميّت يموت فيقرأ عنده (يس) إلّا هوّن الله عليه (رواه أبو الدرداء).
ووفقًا لهذا الحديث، فإن قراءة يس بجانب الميت تخفف عنه شدة سكرات الموت، وتمنحه الطمأنينة، مما يجعلها من السور التي يُنصح بتلاوتها في اللحظات الأخيرة من حياة المسلم.
“قلب القرآن”: مكانة خاصة لسورة يس
لُقبت سورة يس بـ “قلب القرآن”، وهو ما يؤكد عظمتها وفضلها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم :
“إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قلبًا، وقلب القرآن يس”.
يشير هذا اللقب إلى أن سورة يس تحتل مكانة بارزة بين سور القرآن، وذلك لما تحمله من رسائل إيمانية عظيمة، وتأثيرها القوي على القلوب والنفوس.
سورة يس وتأثيرها في طرد السحر والشرور
يعتقد الكثير من أهل العلم أن سورة يس تمتلك قدرة كبيرة في التخلص من السحر والأعمال الشريرة، حيث تُستخدم في الرقية الشرعية لطرد الطاقات السلبية والحماية من الحسد والعين.
وقد جرت العادة أن يحرص البعض على تلاوة سورة يس داخل المنزل لتحصينه من الأرواح الشريرة، وجلب البركة والهدوء إلى أفراد العائلة.
علاج القرين والتخلص من الوساوس الشيطانية
من الأمور المهمة التي ترتبط بسورة يس أنها تساعد في علاج القرين والتخلص من الوساوس الشيطانية.
فالجن يُعرف بخوفه من سماع القرآن، وتحديدًا السور ذات التأثير القوي مثل سورة يس. لهذا يلجأ المعالجون بالرقية الشرعية إلى تلاوتها على الأشخاص المصابين بالمس أو من يعانون من تأثير القرين.
وقد لوحظ أن الاستماع إلى سورة يس يوميًا يمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا على الشخص حيث يصبح أكثر قوة وثقة، ويشعر براحة داخلية تُبعد عنه الخوف والتوتر.
دور سورة يس في تحسين النطق والثقة بالنفس
من الفوائد الأخرى التي ذُكرت عن سورة يس أنها تساعد في فك عقدة اللسان مما يجعل الشخص أكثر قدرة على التعبير دون خوف أو تلعثم.
كذلك، فإنها تمنح قارئها شعورًا بالقوة والشجاعة وتساعده في التخلص من التردد والخوف، ولهذا ينصح بها بعض المشايخ قبل إلقاء الخطابات أو مواجهة المواقف الصعبة.
الراحة النفسية وعلاج الأمراض العقلية والنفسية
تُعتبر سورة يس من السور التي تساعد في علاج العديد من الحالات النفسية حيث تمنح القارئ شعورًا بالهدوء والطمأنينة، وتساعده على التغلب على المشاعر السلبية.
وقد لاحظ بعض العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو قلق شديد يشعرون بتحسن كبير عند الاستماع إلى تلاوة سورة يس بانتظام.
سورة يس ودورها في تحقيق الأمن والاستقرار النفسي
يحرص العديد من المسلمين على تلاوة سورة يس في أوقات الضيق والكرب، وذلك لما تمنحه من شعور بالأمان والطمأنينة.
فالإنسان عندما يواجه صعوبات في الحياة، قد يشعر باليأس أو الخوف ولكن تلاوة القرآن عمومًا، وسورة يس خصوصًا تبث الأمل والثقة في الله وتمنح المؤمن طاقة روحية تعينه على تحمل الصعوبات.
فضل سورة يس في تقوية الذاكرة وعلاج النسيان
رد دار الإفتاء المصرية على فوائد سورة يس للذاكرة
في إحدى الحلقات المباشرة لدار الإفتاء المصرية سأل أحد الأشخاص عن السورة القرآنية التي تساعد في علاج النسيان وتقوية الذاكرة فكان رد الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن “سورة يس لها تأثير كبير على الذاكرة والتركيز، ويمكن لمن يعاني من النسيان المواظبة على قراءتها.
الشيخ محمد وسام: سورة يس تُفتح بها الأبواب وتتحقق المقاصد
أكد الشيخ محمد وسام، أحد علماء الأزهر أن “سورة يس لما قرئت له”، مشيرًا إلى أن المداومة على قراءتها تساعد في تحقيق المقاصد وفتح الأبواب المغلقة، وزيادة التركيز.
كذلك، نصح بضرورة الإكثار من الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم إلى جانب قراءة يس، حيث إن الجمع بينهما يُعطي بركة عظيمة للقارئ.
سورة الأعلى: علاج مجرب للنسيان وضعف الذاكرة
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن سورة الأعلى من السور التي تساعد على تقوية الذاكرة، مشيرًا إلى أن العلماء جربوا هذه الفائدة، ونصحوا بتلاوتها سبع مرات عند الحاجة، مع التركيز على الآية الكريمة:
“سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى” (الأعلى: 6).
ثم إكمال السورة إلى نهايتها، مما يساعد على تحسين الذاكرة وتعزيز القدرة على الحفظ والاستيعاب.
سورة يس كنز روحاني وبركة عظيمة
تحمل سورة يس في آياتها العديد من الأسرار والبركات التي تجعلها من أكثر السور قراءة بين المسلمين، حيث تساعد في قضاء الحوائج، طرد الشرور، بث الطمأنينة، وتقوية الإيمان.
كما أنها تُعد سلاحًا قويًا في مواجهة السحر والحسد والمس، وتحمل تأثيرًا إيجابيًا على الصحة النفسية، والثقة بالنفس، والقدرة على الحفظ والتذكر.
