الجمعيات الأهلية في صعيد مصر بين دعم التنمية والتحديات

تحقيق : طارق فتحي عمار
تعتبر الجمعيات الأهلية في صعيد مصر ركيزة أساسية للتنمية المجتمعية، حيث تعمل على سد الفجوات في الخدمات الحكومية، خاصة في مجالات التعليم، الصحة، وتمكين المرأة. ورغم دورها الحيوي، فإنها تواجه تحديات عديدة تتراوح بين نقص التمويل وصعوبات إدارية، ما يؤثر على فاعليتها واستمراريتها.
واقع الجمعيات الأهلية في الصعيد
يضم الصعيد مئات الجمعيات الأهلية التي تعمل في مجالات متعددة، أبرزها:
• الصحة: مثل توفير العلاج المجاني، تنظيم القوافل الطبية، وإنشاء المستوصفات الخيرية.
• التعليم: دعم الطلاب غير القادرين، تقديم دروس تقوية، والمساهمة في محو الأمية.
• التمكين الاقتصادي: تقديم قروض متناهية الصغر، دعم الحرف اليدوية، وتمكين النساء اقتصادياً.
• الرعاية الاجتماعية: مساعدة الأيتام، تقديم المساعدات للفقراء، ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
نماذج ناجحة من الجمعيات
في محافظة اسيوط جمعية تنمية المجامع بقرية باقور دعم الاسر المحتاجة بمشروعات متناهية الصغر والعمل علي حمايه الطفل وجمع حالات من الاطفال الذين يعملون في سن صغيرة ومساعدتهم واهاليهم حتي يتثني لهم عمل مشروعات حتي يصرفوا علي انفسهم في محافظة قنا، تعمل جمعية “بادر للتنمية” على توفير منح دراسية لطلاب الجامعات، إلى جانب دعم الأسر الفقيرة بمشروعات صغيرة. أما في أسيوط، فتُشرف “جمعية أمل الخير” على مستشفى خيري يقدم خدمات طبية مجانية للفئات الأكثر احتياجًا.
التحديات التي تواجه الجمعيات الأهلية
رغم جهود هذه الجمعيات، فإنها تواجه صعوبات كبيرة، من أبرزها:
1. نقص التمويل: تعتمد الجمعيات على التبرعات، التي قد لا تكون كافية لضمان الاستدامة.
2. البيروقراطية: تواجه بعض الجمعيات صعوبات في الحصول على التراخيص أو تجديدها.
3. ضعف الخبرات الإدارية: تفتقر بعض الجمعيات إلى كوادر مدربة قادرة على إدارة المشروعات بكفاءة.
4. غياب الدعم الإعلامي: لا تحظى الجمعيات بالتغطية الإعلامية الكافية التي تبرز جهودها وتساعدها في جمع التبرعات.
آراء الخبراء والمسؤولين
يؤكد الدكتور أحمد عبد الرحيم، الخبير في العمل الأهلي، أن “الجمعيات الأهلية في الصعيد تلعب دورًا أساسيًا في التنمية، لكن يجب تعزيز الدعم الحكومي لها، وتقديم دورات تدريبية للقائمين عليها لضمان استمرارية عملها.”
من جانبه، أشار أحد مسؤولي وزارة التضامن الاجتماعي إلى أن “الدولة تدعم الجمعيات من خلال مبادرات مثل حياة كريمة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التنسيق لضمان وصول الدعم إلى الفئات المستحقة.”
خاتمة وتوصيات
رغم التحديات، تظل الجمعيات الأهلية في صعيد مصر عنصرًا فاعلًا في التنمية. ولتعزيز دورها، يجب:
• تسهيل الإجراءات القانونية الخاصة بها.
• تقديم دعم مالي مستدام من خلال شراكات مع القطاع الخاص.
• تنظيم حملات توعية لتعزيز ثقافة التبرع والعمل التطوعي.
إذا أُعطيت هذه الجمعيات الفرصة والدعم الكافيين، فإنها قادرة على إحداث تغيير حقيقي في حياة آلاف الأسر في الصعيد، وجعل التنمية المستدامة واقعًا ملموسًا.