الطماطم المجنونة.. هبوط حاد في الأسعار وخسائر فادحة تهدد المحصول المقبل

تشهد الأسواق المصرية انخفاضاً حادًا في أسعار الطماطم، حيث يباع الصندوق بـ25 جنيهاً فقط، مما أدى إلى خسائر فادحة للمزارعين، وهذا الانخفاض دفع النائبة أميرة صابر إلى إطلاق تحذير شديد اللهجة من أزمة مرتقبة في الموسم القادم، حيث يتوقع المزارعون عزوفاً كبيرا عن زراعة الطماطم، ما قد يؤدي إلى نقص شديد في المحصول وارتفاع جنوني في الأسعار.
لكن ما الأسباب الحقيقية وراء هذا الانخفاض الحاد؟ ولماذا نجد الطماطم اليوم بأسعار متدنية بينما نخشى ارتفاعها مستقبلاً؟

أطلقت النائبة أميرة صابر، عضو مجلس النواب المصري عن تنسيقية شباب الأحزاب، صرخة تحذير بشأن أزمة مرتقبة في محصول الطماطم الموسم القادم، مشيرةً إلى أن الهبوط الحاد في الأسعار هذا العام قد يؤدي إلى عزوف المزارعين عن زراعتها العام المقبل، مما يهدد بنقص حاد في المعروض وارتفاع جنوني في الأسعار.
السوق في حالة انهيار.. والصندوق بـ25 جنيهًا فقط!

في الأسواق المصرية، يعاني المزارعون من كارثة اقتصادية حقيقية، حيث انخفضت أسعار الطماطم إلى مستويات غير مسبوقة، ويباع الصندوق الواحد بسعر 25 جنيهاً فقط، وهو مبلغ لا يغطي حتى تكاليف الإنتاج من بذور، وأسمدة، وعمالة، ونقل.
يقول الحاج حسان سيد، أحد المزارعين بمحافظة سوهاج: “خسرنا كل حاجة السنة دي، كنا بنزرع الطماطم وننتظر الموسم عشان نعوض خسارتنا، لكن الأسعار نزلت بشكل غير متوقع، والتاجر بيشتريها ببلاش، مش هازرعها تاني السنة الجاية.”
المزارعون يصرخون: الخسائر تلاحقنا والمستقبل غامض
يؤكد العديد من المزارعين أنهم تكبدوا خسائر ضخمة هذا الموسم، حيث تسببت زيادة المعروض مع قلة الطلب في انهيار الأسعار، ما جعلهم غير قادرين على تغطية تكلفة الزراعة.
يقول المهندس حسن الديب، خبير زراعي:
“ما يحدث الآن ينذر بأزمة الموسم المقبل، فمع إحجام الفلاحين عن زراعة الطماطم، سنشهد نقصا شديداً في المحصول، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة.”
تضامن المواطن مع المزارع: “نشتريها رخيصة اليوم.. وغالية غدًا!”
رغم أن المستهلكين يستفيدون حالياً من الأسعار المنخفضة، فإنهم قلقون من تداعيات الأزمة، حيث يخشى المواطنون من أن يؤدي نقص المعروض العام المقبل إلى قفزات سعرية كبيرة تجعل الطماطم سلعة نادرة على موائدهم.
تقول السيدة أم محمود، ربة منزل:
“النهاردة الطماطم برخص التراب، بس لو الفلاحين مبقوش يزرعوها السنة الجاية، هنلاقيها بسعر اللحمة!”
حلول مقترحة.. هل تتدخل الدولة؟
أمام هذه الأزمة، يطالب الخبراء بضرورة تدخل الحكومة لدعم المزارعين، سواء من خلال ضمان حد أدنى للأسعار، أو توفير آليات لحفظ الفائض من المحصول، مثل التصنيع الزراعي أو التخزين البارد، لتجنب تقلبات السوق الحادة.

كما يقترح بعض المزارعين أن تتدخل الدولة عبر توفير تعاقدات مسبقة تضمن سعراً عادلاً، مما يشجع الفلاحين على استمرار الزراعة دون خوف من الخسائر.
هل نشهد “ندرة الطماطم” العام المقبل؟
بين انهيار الأسعار هذا الموسم، والخوف من نقص المعروض في الموسم القادم، تبدو أزمة الطماطم في مصر حلقة جديدة من مسلسل الأزمات الزراعية، التي تحتاج إلى حلول جذرية ومستدامة قبل أن تتحول إلى كارثة تمس الجميع، كما أن الوضع الحالي درس قاسٍ للمزارعين، حيث أن القرارات غير المدروسة أدت إلى خسائر فادحة، ومن المتوقع أن يتجنب العديد منهم زراعة الطماطم الموسم المقبل، مما قد يؤدي إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار من جديد.
والسؤال: هل تتدخل الدولة لإنقاذ الفلاحين والمستهلكين؟ أم نشهد ارتفاعاً قياسياً في الأسعار العام المقبل؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة!