يعد شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية يتقرب فيها المسلمون من الله تعالى حيث تزداد الرحمة والمغفرة وتتنزل البركات ويتسابق العباد في الطاعات رغبةً في نيل رضا الله والفوز بالجنة والعتق من النار.
ويكتسب الدعاء في هذا الشهر الفضيل أهمية خاصة إذ إنه وسيلة المؤمن للتضرع إلى الله وطلب الرحمة والمغفرة وتحقيق الأمنيات.
في العشر الأواخر من رمضان، يحرص المسلمون على الإكثار من الدعاء خاصةً أدعية العتق من النار امتثالًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يجتهد في العبادات خلال هذه الأيام أكثر من غيرها داعيًا الله بالعفو والمغفرة.
أدعية العتق من النار.. رجاء ورهبة
مع دخول العشر الأواخر من رمضان يسعى المسلمون إلى التضرع لله تعالى بالأدعية التي تقربهم من رحمته وتكتب لهم النجاة من النار ومن أبرز الأدعية التي يرددها المسلمون في هذه الأيام المباركة:
“اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان، واجعلنا من المقبولين، يا رب وقفنا ببابك سائلين فلا تردنا خائبين ولا عن بابك مطرودين فإن طردتنا فلا حول لنا ولا قوة إلا بك اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار.”
“اللهم اعتق رقابنا من النار، واغفر لنا ذنوبنا، وتقبل صيامنا وقيامنا.”
“يا رب يا رحيم، اجعلنا ممن تعتق رقابهم من النار في هذا الشهر الفضيل.”
“اللهم اكتبنا من عتقائك من النار، اللهم اعتق رقابنا من النار، يا عزيز يا غفار، يا ذا الجلال والإكرام، اغفر لنا، وارحمنا، ولا تعذبنا، فإنك علينا قادر.”
ليلة القدر.. ليلة العفو والمغفرة
تتضاعف قيمة الدعاء في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ففيها تُكتب المقادير وتتنزل الملائكة ويستجاب الدعاء بإذن الله.
وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدعاء الذي ينبغي الإكثار منه في هذه الليلة المباركة، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي قائلة: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ فقال: “قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.”
الدعاء لتحقيق الأمنيات.. يقين واستجابة
إلى جانب الأدعية الخاصة بالعتق من النار يلجأ المسلمون في رمضان إلى الله بطلب قضاء الحوائج وتحقيق الأمنيات لعلمهم بأن الدعاء في هذا الشهر الفضيل مستجاب بإذن الله ومن الأدعية التي تُقال لتحقيق الأمنيات:
“اللهم إن كانت هذه الليلة ليلة القدر فارزقنا نورها وخيرها وبركتها اللهم إنا نستودعك أدعية فاضت بها قلوبنا فاستجبها يا مجيب الدعاء.”
“اللهم أعطني سؤلي وارزقني نفسًا مطمئنة راضية بقضائك وتقنع بعطائك يا رب العالمين.”
“اللهم إن أمنياتي بين يديك أسألك بنور وجهك الذي إذا سألت به أعطيت أن تؤتيني ما أتمنى اللهم لا تدع في نفسي ما أتمنى من غير أن يُستجاب لي.”
“اللهم أنت ربي وبيدك أمري أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سُئلت به أجبت أن تجمعني وما أتمنى من غير حول مني ولا قوة، ولا حول ولا قوة إلا بك.”
دعاء المضطر.. تضرع واستجابة
ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ” (النمل: 62)، وهو وعد من الله سبحانه وتعالى بالإجابة لمن يدعوه بإخلاص. ويُستحب للمسلم عند الكرب والشدة أن يلجأ إلى الله بالدعاء، ومن أبرز الأدعية التي تُقال عند الحاجة والاضطرار:
“يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد أسألك بعزك الذي لا يُرام وبملكك الذي لا يُضام وبرحمتك التي وسعت كل شيء وبنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وبقدرتك على جميع خلقك يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني.”
“اللهم إنك تجيب المضطر، وتكشف السوء وتغيث الملهوف، وتشفي السقيم وتغني الفقير، وتجبر الكسير وترحم الصغير، وتعين الكبير وليس دونك ظهير ولا فوقك قدير وأنت العلي الكبير، اللهم أوجب لي بجودك عظيم الأجر ودوام اليسر واغفر لي بمنك وإحسانك يا أرحم الراحمين.”
دعاء شامل للخير في الدنيا والآخرة
ومن الأدعية الجامعة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يرددها دائمًا، والتي تشمل الخير في الدنيا والآخرة:
“ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.”
الدعاء.. مفتاح الفرج وأساس العبادة
لا شك أن الدعاء من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، فهو تعبير عن حاجته إلى الله، واعتراف منه بأن الأمور كلها بيد الخالق وقد ورد في الحديث الشريف: “الدعاء هو العبادة.”
لذلك يوصي العلماء والمشايخ بالإلحاح في الدعاء وخاصةً في أوقات الاستجابة مثل السجود والثلث الأخير من الليل وعند الإفطار في رمضان مؤكدين أن الله يحب العبد اللحوح في الدعاء، وهو القائل في كتابه الكريم: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” (غافر: 60).
رجاء بالمغفرة والعتق من النار
مع اقتراب نهاية رمضان، يزداد شوق المؤمنين لمغفرة الله ورحمته وتتضاعف آمالهم في نيل العتق من النار فيكثرون من الدعاء سائلين الله القبول والمغفرة.
اللهم اجعلنا من المقبولين، واغفر لنا، واعتق رقابنا من النار، وتقبل صيامنا وقيامنا، واكتب لنا الخير في الدنيا والآخرة. آمين.
