أفادت وسائل إعلام سودانية بأن قصفًا شنته قوات الدعم السريع،استهدف سد “مروي” شمالي السودان، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة مناطق في البلاد، من بينها أم درمان والولاية الشمالية، وسط تصاعد المخاوف من تداعيات إنسانية وصحية خطيرة.
وذكرت صحيفة سودان تريبيون أن قوات الدعم السريع كثفت هجماتها على محطات الكهرباء في مناطق متفرقة، وركّزت على سد مروي، الذي يُعد أحد أكبر مصادر الطاقة الكهربائية في السودان، مما تسبب في أضرار جسيمة على الرغم من محاولات الحكومة المستمرة لإصلاحها.
وأكدت شركة الكهرباء السودانية في بيان رسمي أن الهجوم أدى إلى تلف المحول الرئيسي المغذي للولاية الشمالية، وتسبب بانقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة. كما أشارت إلى أن الاستهداف المتكرر للبنية التحتية للكهرباء يؤثر بشكل مباشر على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
وتسبب توقف محطات المياه نتيجة الانقطاع الكهربائي في أزمة صحية حادة، خصوصًا في ولاية النيل الأبيض، حيث لجأ السكان إلى استخدام مياه النيل غير المعقّمة، ما ساهم في تفشي مرض الكوليرا، وفق ما أفادت به مصادر طبية محلية.
وأوضحت شركة الكهرباء أن فريقًا فنيًا وصل إلى موقع الحادث لتقييم حجم الأضرار والعمل على إعادة التيار الكهربائي في أقرب وقت ممكن.
من جانبها، أعلنت الفرقة 19 مشاة في مروي أنها نجحت في إسقاط طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع عبر الدفاعات الأرضية، مشددة على جاهزيتها الكاملة للتصدي لأي تهديدات جديدة.
وفي تطور ميداني آخر، هددت قوات الدعم السريع باجتياح الولاية الشمالية وولاية نهر النيل، وذلك بعد إعلانها السيطرة على منطقة المالحة في صحراء شمال دارفور، وتقدمها نحو غرب مدينة الدبة.
ويشهد السودان، منذ أبريل 2023، حربًا مدمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح ملايين المدنيين، في ظل انقسام جغرافي وسياسي؛ إذ يسيطر الجيش على مناطق الشمال والشرق، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة من إقليم دارفور ومناطق في الجنوب.
ورغم جهود الوساطة التي قادتها أطراف عربية وأفريقية ودولية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلا أن تلك المساعي لم تُفلح حتى الآن في إنهاء القتال أو تحقيق أي انفراج سياسي يُنهي الأزمة المتفاقمة.
