العراقيب تُهدم للمرة 239.. ملحمة صمود تتحدى الجرافات

واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الإثنين حملتها المسعورة لهدم قرية العراقيب، الواقعة في منطقة النقب جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حيث أقدمت آليات وجرافات الاحتلال على تدمير ما تبقى من مساكن وخيام السكان، في عملية هدم تُعد رقم 239 منذ العام 2010.
ورغم قسوة المشهد وتكراره مئات المرات، فإن أهالي العراقيب يصرّون على إعادة بناء قريتهم من جديد في كل مرة، بخيام بدائية من الخشب وأغطية النايلون، متحدّين ظروف الطقس القاسية، ومخططات الاحتلال المتواصلة لاقتلاعهم من أرضهم التي توارثوها أبًا عن جد.
قرية العراقيب، واحدة من أكثر من 40 قرية فلسطينية في النقب تُصنّفها إسرائيل بأنها “غير معترف بها”، ما يجعلها محرومة من أبسط الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والبنية التحتية، وتعرض سكانها – الذين يُقدّر عددهم بالمئات – لملاحقات مستمرة، وتهديدات متكررة بالتهجير القسري.
ويؤكد الأهالي أن ما يتعرضون له هو سياسة ممنهجة لتهويد النقب ومحاولة فرض واقع ديموغرافي جديد عبر استبدال التجمعات البدوية العربية بمستوطنات يهودية، ضمن مخطط صهيوني طويل الأمد.
في المقابل، تواصل المؤسسات الحقوقية واللجان الشعبية في النقب التحذير من تداعيات هذه الممارسات التي تُعد انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية، وتندرج ضمن جرائم التطهير العرقي، مشددة على أن الصمت الدولي تجاه ما يجري يعزز من تمادي الاحتلال في جرائمه.
ورغم المعاناة اليومية، يواصل سكان العراقيب رفع شعارهم الأصيل:
“لن نرحل… ولن نبيع الأرض، فإما أن نعيش فوقها بكرامة، أو نُدفن في ترابها بشرف.