أجرى الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم زيارة تفقدية إلى مقر الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية، وذلك بهدف الوقوف على سير العمل داخل مختلف قطاعات المجمع، والاطلاع على احتياجات العاملين، في خطوة تعكس حرص الأزهر على المتابعة الدقيقة والرقابة الميدانية لرفع كفاءة الأداء داخل مؤسساته.
وقد كان في استقبال وكيل الأزهر كل من الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والسادة الأمناء المساعدون، حيث رافقوه خلال جولته التفقدية التي شملت عدداً من الأمانات والإدارات التابعة للمجمع.
زيارة أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ
استهل الدكتور الضويني جولته بزيارة أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، وهي إحدى أبرز المؤسسات التدريبية التي تعنى بإعداد الكوادر الدعوية وتأهيلها فكرياً وعلمياً ومهنياً.
واطلع فضيلته خلال الزيارة على سير العملية التعليمية داخل الأكاديمية، حيث تابع جانباً من المحاضرات والبرامج التدريبية الجارية، وناقش عدداً من المحاضرين والدارسين حول محتوى الدورات ومدى فاعليتها في تعزيز كفاءة العنصر البشري في مواجهة التحديات الفكرية والدعوية الراهنة.
وأكد وكيل الأزهر في هذا السياق على أهمية أن يتسم التدريب بالواقعية والتجديد، مشدداً على ضرورة تزويد الأئمة والوعاظ بالأدوات المعرفية التي تمكنهم من التصدي للأفكار المتطرفة، والارتقاء بالخطاب الديني ليواكب تطلعات المجتمع المعاصر، ويحفظ له ثوابته الروحية والأخلاقية.
جولة تفقدية لقطاعات المجمع: الثقافة والإعلام والدعوة والبعوث
تواصلت جولة وكيل الأزهر لتشمل عدة قطاعات حيوية داخل المجمع، من بينها الأمانة العامة للدعوة والإعلام الديني، وهي الجهة المعنية بصياغة خطاب إعلامي دعوي ينسجم مع أهداف الأزهر في تعزيز الوعي الديني السليم.
كما زار فضيلته أمانة الثقافة الإسلامية التي تُعنى بترسيخ الهوية الثقافية الإسلامية، ونشر المفاهيم الوسطية من خلال إصدارات فكرية وعلمية.
وفي محطة أخرى من الجولة، تفقد الدكتور الضويني أمانة البعوث الإسلامية، وهي الجهة المعنية بالطلاب الوافدين، حيث استمع إلى شرح مفصل حول الخدمات التعليمية والرعوية المقدمة للطلاب القادمين من مختلف دول العالم للدراسة في الأزهر الشريف.
كما شملت الجولة عدداً من الإدارات المختلفة المرتبطة بأمانات المجمع، حيث ناقش وكيل الأزهر مع العاملين طبيعة التحديات التي يواجهونها وسبل تحسين بيئة العمل.
رسائل توجيهية: العمل عبادة ومسؤولية وطنية
وخلال جولته، وجه وكيل الأزهر عدة رسائل مهمة للعاملين بالمجمع، حيث شدد على ضرورة الالتزام بالجدية والإتقان في أداء المهام، ولا سيما تلك التي تمس الخدمات الجماهيرية، والتي تُعد واجهة مباشرة للتعامل مع المواطنين.
وقال الدكتور الضويني: “نحن في توقيت دقيق يتطلب من كل صاحب مسؤولية أن يدرك قيمة ما يؤديه من عمل، وأن يستشعر واجبه الديني والوطني تجاه هذا العمل فالأوطان لا تُبنى إلا بالإخلاص والتفاني في أداء المهام، ولا تنهض إلا إذا تحوّلت المسؤولية إلى شعور داخلي يحفز صاحبه على تقديم الأفضل دون انتظار توجيه أو رقابة”.
وأضاف فضيلته أن المؤسسات الكبرى مثل الأزهر الشريف تُقاس بمدى التزام كوادرها بالقيم التي تأسست عليها، وعلى رأسها الصدق، والأمانة، والاحترافية، مشيراً إلى أن تحقيق الأهداف العليا للأزهر يتطلب تضافر جميع الجهود، والارتقاء بمنظومة العمل الإداري والفني والدعوي على حد سواء.
دعوة لتكريس روح الفريق وتحفيز العاملين
كما دعا وكيل الأزهر إلى ضرورة تكريس روح الفريق بين مختلف العاملين داخل المجمع، مطالباً القيادات الإدارية بأن تكون قدوة في التفاني والتحفيز، وأن تفتح أبوابها للعاملين لتبادل الآراء والمقترحات، ما يعزز مناخاً صحياً يدفع نحو الإبداع وحل المشكلات بطرق ابتكارية.
وشدد الدكتور الضويني على أن الأزهر الشريف، بمرجعيته العالمية وتاريخه الممتد لأكثر من ألف عام، يقع على عاتقه مسؤولية كبرى في ترسيخ السلام المجتمعي، والتصدي للأفكار المنحرفة، وهو ما يستدعي رفع مستوى الأداء في كل القطاعات، وبناء جسور الثقة بين المؤسسة وجمهورها الواسع داخل مصر وخارجها.
خطة تطوير شاملة في الأفق
وتأتي جولة وكيل الأزهر في إطار خطة شاملة تسعى قيادة الأزهر لتنفيذها خلال المرحلة المقبلة، تهدف إلى تطوير البنية الإدارية والارتقاء بالخدمات المقدمة من قبل مجمع البحوث الإسلامية، سواء في الداخل أو في المهام الخارجية التي تضطلع بها بعثات المجمع في شتى بقاع العالم.
ويُذكر أن مجمع البحوث الإسلامية يُعد أحد أبرز الأذرع الفكرية والدعوية للأزهر الشريف، حيث يضطلع بمسؤوليات جسيمة في نشر الوعي الديني المعتدل، ومواجهة التيارات الفكرية المتطرفة، إلى جانب إصدار الفتاوى، وتنظيم القوافل التوعوية، والمشاركة في المحافل الدولية للحوار الديني والثقافي.
