
عقد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مؤتمرا صحفيا اليوم- الإثنين- جمعه برئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو”، تحدثا فيه عن عدة قضايا شملتها محادثتهما معا، كان على رأسها الحرب في غزة وفقا لرؤيتهما المشتركة، حيث وصف الوضع في غزة بأنه “مصيدة للموت”، لما يحمله من خطر، وأن إعماره يحتاج لسنوات.
غزة… فريسة الملياردير
الملياردير الأمريكي السابق والرئيس الحالي “ترامب” اعتاد على القتال من أجل تنفيذ ما يريد وبكل السبل، وهو الآن يريد غزة ويراها بعين رجل الأعمال.
في مطلع حديثه عن غزة عن رغبته في إنهاء الحرب على القطاع، وأنه يواصل السعي لوقف إطلاق النار فيها، وذلك عبر اتفاق جديد يتيح الإفراج عن جميع الأسرى في غزة الأحياء والأموات.
وأكد “نتنياهو” على صحة حديث “ترامب” بإعطاء الأولوية لأزمة الأسرى، وأثنى على مساعى “ستيف ويتكوف”- المبعوث الأمريكي- الذي تكللت مساعيه بالإفراج عن 25 أسيرا وأسيرة، وفقا لوجهة النظر الإسرائيلية.
وقد أعطى “ترامب” حديث “نتنياهو” صك المصداقية حين تحدث عن مقابلته بعض الأسرى المفرج عنهم مدعيا أنهن “تحدثوا عن فظائع ارتكبتها حماس بحقهم”، ولم يفصح عن ماهية تلك الفظائع إلا بتوضيح مقتضب بأن أجسادهم سليمة خالية من الندوب إنما تملأ الجروح أرواحهم- متجاهلا مشاهد الأسيرات المبتسمات بوجوه تعلوها البشاشة يوم إطلاق سراحهن، والأسرى الذين يقبلون رؤوس جنود المقاومة.
وأدار “نتنياهو” دفة الحديث صوب مشروع التهجير، معتبرا إياه “رؤية جريئة للرئيس ترمب بشأن غزة”، مادحا موقف الدول التي سوف تستقبل الفلسطينيين طواعية، وقال بوضوح معلنا الهدف الحقيقي لاستئناف الحرب: “كل ما نسعى إليه هو تمكين سكان غزة من أن يكون لديهم خيار الخروج إلى بلدان أخرى”.
وفي معرض حديثه لم ينس “ترامب” أنه الأب الذي يقف لنصرة ابنه، فأكد على أنه سيواصل الدعم المادي للاحتلال الذي بلغ 4 مليارات دولار سنويا.
وصدق على حديث التهجير بأنه بعد أن ينقل سكان القطاع منه سيطلق على غزة “منطقة الحرية”، حيث ثمة دولا أخرى غير دول الطوق تبدي استعدادها لاستقبال الفلسطينيين، معللا ذلك بأن ذلك من أجل “تجنيبهم ما يتعرضون له من قتل وبؤس”.
وأبدى استغرابه من تخلي الاحتلال سابقا عن قطاع غزة، وتسائل عن سبب ذلك، ونفى اتهام الاحتلال بحصار غزة فقال: “غزة مكان مغلق محاصر ولسنا من نحاصره”، ولم ينه حدثه قبل إبداء نقمته على هجوم 7 أكتوبر، ووصفما بما دأب عليه بأنه “أحد أسوأ أيام التاريخ”.
إيران وبرنامجها النووي
فيما يتعلق بإيران- القلق الأمريكي المستديم، لكن “ترامب” في حديث اليوم وضع إسرائيل شريكا له، مؤكدا على رغبته في شراكتها في أي اتفاق يخص إيران، معللا ذلك برغبته في “تفادي أي صدام”.
وهو ما كان “نتنياهو” قد أشار إليه بالحديث عن أنه بحث سبل التعامل مع أزمة البرنامج النووي الإيراني في حديثه مع الرئيس الأمريكي، وأكد اتفاقهما على الالتزام بعدم “السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي”.
وفصل “ترامب” أخر تطورات المحادثات مع إيران، مؤكدا أن المحادثات بدأ بالفعل وتستمر للسبت القادم، حيث يعقد لقاء هام بين البلدين، وشدد على تفضيله إبرام اتفاق معها، معربا عن أمله في نجاح المحادثات التي تمنع امتلاكها السلاح النووي.
واستخدم نبرة تهديدية، بينما يقول: إن مصلحة إيران ستكون في إبرام اتفاق ونجاح المحادثات، وإلا تضع نفسها في خطر كبير، وفي النهاية لن تحصل على سلاحا نوويا.
اليمن… صيد جديد
انتقل ترامب للحديث عن اليمن، التي دأب على وصفها بالعدو الجديد للولايات المتحدة، إذ لم تتوانى عن نصرة غزة منذ بداية العدوان عليها، ما اعتبره الرئيس الأمريكي منذ توليه خطرا يجب كبح جماحه.
وفي حديثه اليوم، أكد “ترامب” نجاح ضرباته على الحوثيين في إلحاق ضرر كبير بهم، بفضل تعامله الحازم معهم، وقال: “الحوثيون يصنعون مسيرات متقدمة لكننا ضربناهم بقوة”.