من على “منبر الجمعة” عبر قناة الناس، أطلق الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، رسالة قوية مفادها أن الحياد في القضايا المصيرية لا يُعد موقفًا، بل خيانة للوطن وللأمانة التي يحملها كل فرد تجاه بلده.
وقال أبو عمر: “مصر دائمًا على الموعد، بجيشها، وشرطتها، وشعبها، وقيادتها السياسية الحكيمة”، مؤكدًا أن الشعب المصري ضرب أروع الأمثلة في الاصطفاف الوطني، وفي الثقة الكاملة بأن الوطن في أيدٍ أمينة تقوده نحو الاستقرار والبناء.
وشدد على أن ما تمر به الأمة يتطلب انحيازًا صريحًا لقيم الوحدة والاعتصام، لا رمادية ولا تردد، مستشهدًا بقوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا”. وأضاف أن التماسك المجتمعي هو حائط الصد الأول، وأن مصر بلد محفوظ بوعد من الله، قائلاً: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”.
وأشار أبو عمر إلى أن الشقاق والنزاع هما أول أبواب الفشل والضعف، مستدلًا بقول الله تعالى: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”، وبكلمة ابن مسعود: “الخلاف كله شر”، مؤكدًا أن الانقسام – مهما بدا بسيطًا – هو ثغرة شيطانية يجب سدها من الجذور، سواء في البيت أو العمل أو حتى داخل المسجد.
وأضاف: “الأمة صاحبة قضية عادلة، والنصر لا يكون إلا مع الحق، لكن لا بد من الثبات في وجه الابتلاء، لأن النصر لا يُمنح، بل يُنتزع بالصبر والإيمان والوضوح”.
ووجه أبو عمر دعوة صريحة إلى عدم الانجرار وراء الشائعات، وعدم جعل النفس أداة لبث الفتنة، قائلًا: “مش كل كلمة تاخدك يمين أو شمال.. لازم يكون عندك مبدأ، موقف، وكلمة حق”.
وختم برسالة وحدة قائلاً: “طهّروا قلوبكم من الفرقة، وكونوا على قلب رجل واحد، فإن الشيطان لا يدخل إلا من أبواب الخلاف، وإذا توحدنا، لا أحد يقدر علينا، ولا وطننا يُمسّ”.
