بوتين يعلن النصر في كورسك وأوكرانيا تتحدى: المعركة لم تنتهِ بعد

في خطوة مثيرة للجدل، زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، أن قوات بلاده استعادت السيطرة الكاملة على منطقة كورسك الحدودية، التي كانت قد شهدت هجومًا أوكرانيًا مفاجئًا العام الماضي. إلا أن الجيش الأوكراني نفى صحة هذه التصريحات، مؤكدًا استمرار القتال في المنطقة.
وقال بوتين في خطاب رسمي: “مغامرة نظام كييف فشلت فشلًا ذريعا”، مهنئًا القوات الروسية بما وصفه بالانتصار في كورسك، معتبرا أن هذا التطور يمثل دفعة رمزية لموسكو في مرحلة حاسمة من الصراع.
في المقابل، نفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عبر منشور على تيليغرام صحة ادعاءات بوتين، وأكدت أن العمليات الدفاعية لا تزال مستمرة في المنطقة، وأن الوضع الميداني “صعب”، لكن القوات الأوكرانية “تواصل الاحتفاظ بمواقعها وأداء مهامها القتالية”.
ورغم عدم قدرة شبكة CNN على التحقق بشكل مستقل من وقائع المعركة، إلا أن التقارير تشير إلى أن كلا الجانبين يكافحان لإحراز تقدم ملموس على مختلف جبهات القتال.
وكانت أوكرانيا قد نفذت توغلاً مباغتًا في منطقة كورسك في أغسطس الماضي، وهو أول غزو بري للأراضي الروسية من قبل قوة أجنبية منذ الحرب العالمية الثانية، ما شكّل ضربة موجعة لموسكو حينها. ومنذ ذلك الحين، تكافح القوات الروسية، بدعم من آلاف الجنود الكوريين الشماليين، لاستعادة السيطرة على المنطقة.
ووفقًا لتقارير استخباراتية غربية، أرسلت كوريا الشمالية نحو 12 ألف جندي لدعم موسكو ميدانيًا، وهو ما أكده رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري غيراسيموف، الذي أشاد عبر تيليغرام بـ”شجاعة وبسالة الجنود الكوريين الشماليين في المعركة”.
ويرى مراقبون أنه إذا صحّ ادعاء بوتين، فإن أوكرانيا ستخسر ورقة ضغط رئيسية في أي مفاوضات سلام مقبلة، ما قد يؤدي إلى تراجع نفوذ كييف السياسي ويؤثر على معنويات جيشها، في وقت تسعى فيه بكل قوة لتحقيق اختراقات ميدانية بعد ثلاث سنوات من الحرب الدامية.
في سياق متصل، تواصل الولايات المتحدة محاولاتها للوساطة بين موسكو وكييف، رغم توتر العلاقات بين الأطراف. وأثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل مؤخرًا عندما اتهم نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “يصعب إنهاء الحرب” بسبب رفضه الاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، قبل أن يعود ويؤكد أن الطرفين “قريبان جدا” من اتفاق سلام.
وخلال جنازة البابا الراحل فرنسيس بالفاتيكان، عقد ترامب اجتماعًا قصيرًا مع زيلينسكي، وصفه البيت الأبيض بأنه “مثمر”، فيما كتب زيلينسكي عبر حسابه على منصة “إكس” أن الاجتماع “قد يكون تاريخيًا إذا أسفر عن نتائج ملموسة”. وأكد زيلينسكي أن اللقاء ناقش قضايا حيوية تتعلق بـ”حماية أرواح الأوكرانيين، وتحقيق وقف إطلاق نار شامل ودائم، يضمن عدم اندلاع حرب جديدة”.