إسرائيل تتوغل جوًا في سوريا: قصف قرب القصر الرئاسي ورسائل تهديد للنظام

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، مسؤوليته عن شنّ سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع في أنحاء متفرقة من الأراضي السورية، زاعمًا أن الهدف من العمليات هو “إزالة أي تهديدات للأمن القومي الإسرائيلي”.
ووفق بيان رسمي صدر عن الجيش، فقد شاركت 12 طائرة مقاتلة في الهجوم، وجرى خلاله قصف عشرات الأهداف والمكونات العسكرية السورية، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي ومدافع مضادة للطائرات وقاذفات صواريخ أرض-جو. وأوضح البيان أن هذه الضربات تأتي في إطار ما وصفه بـ”ضمان حرية العمليات الجوية الإسرائيلية وإزالة التهديدات في المجال الجوي”.
وفي تصعيد نوعي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، مساء الجمعة، أن الجيش استهدف موقعًا بالقرب من القصر الجمهوري في دمشق، معتبرين أن “الضربة تحمل رسالة واضحة للنظام السوري”، وأن إسرائيل “لن تقبل بأي تهديد للطائفة الدرزية ولن تسمح بانتشار القوات السورية جنوب دمشق”.
وسبق هذه الغارة تصريحات لوزير الدفاع كاتس، حذر فيها من أن “الاعتداءات على الدروز في سوريا لن تمر دون رد”، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات بتنفيذ “ضربات تحذيرية”. وأكد كاتس: “نحن ملتزمون بحماية الدروز”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نفّذ، يوم الأربعاء، ضربات جوية على بلدة صحنايا بريف دمشق، مدعيًا أنها استهدفت “عناصر متطرفة” كانت تستعد لمهاجمة السكان الدروز، بحسب الرواية الإسرائيلية. وأوضح البيان العسكري أن رسالة حازمة تم توجيهها للنظام السوري، مطالبًا إياه بـ”منع أي استهداف للطائفة الدرزية”.
هذه التطورات تأتي في ظل حالة من الفوضى الأمنية التي تشهدها بعض المناطق السورية منذ سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر 2024، حيث تدور اشتباكات بين قوى الأمن التابعة للإدارة الجديدة ومجموعات مسلحة لم تندمج بعد في البنية الأمنية للدولة.
وفي أول رد رسمي من دمشق، وصفت الرئاسة السورية القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي بأنه “تصعيد خطير يستهدف مؤسسات الدولة وسيادتها”، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح لوقف ما وصفته بـ”الاعتداءات المتهورة التي تقوّض استقرار البلاد وتستهدف الأمن الوطني السوري”.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية المصرية الغارة، واعتبرتها “انتهاكًا جديدًا للسيادة السورية ووحدة أراضيها”. وأعرب وزير الخارجية بدر عبد العاطي عن قلق بلاده من “السياسات الإسرائيلية التي تؤجج التوتر في المنطقة”، محذرًا من “المخاطر الوخيمة لهذه السياسات على الاستقرار الإقليمي”.
وفي السياق ذاته، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، عن قلق موسكو من التصعيد المتزايد في سوريا، ودعت القادة السوريين القادرين على التأثير إلى بذل كل جهد ممكن لحقن الدماء واحتواء الوضع بأسرع وقت.