في ذكرى رحيله السبعين.. أنور وجدي “الظاهرة” التي لم تتكرر
أنور وجدي.. 70 عامًا على رحيل "فتى الشاشة الأول" وصانع البهجة في السينما المصرية

كتب_جوهر الجمل
اليوم تمر 70 عامًا على رحيل أحد أعظم رموز السينما المصرية، الفنان الشامل أنور وجدي، الذي غيّر شكل الفن خلال مشوار لم يتجاوز 15 عامًا، لكنه حفر اسمه بأحرف من ذهب كممثل ومنتج ومخرج، وترك بصمة لا تُنسى في عصر يُعد الأزهى في تاريخ السينما.
بدأ وجدي حياته من الصفر، وسط معاناة قاسية، لكنه امتلك إرادة فولاذية مكّنته من الصعود إلى القمة، يكفيه أنه صاحب الفيلم الخالد “غزل البنات”، الذي جمع فيه عمالقة الفن: نجيب الريحاني، محمد عبد الوهاب، يوسف وهبي، ليلى مراد، التي شكّل معها ثنائيًا فنيًا ساحرًا في أفلام مثل: “قلبي دليلي”، “بنت الأكابر”، “عنبر”.
كما لا يُنسى دوره في اكتشاف الطفلة المعجزة فيروز، وإنتاجه لأفلامها الشهيرة “دهب”، “ياسمين”، كما قدم أدوارًا خالدة في أفلام مثل: “أمير الانتقام”، “ريا وسكينة”، “النمر”، قبل أن يرحل في 14 مايو 1955 بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 51 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يزال ينبض بالحياة.
وفي التقرير التالي نغوص في حياة “فتى الشاشة الأول” أنور وجدي بالتفصيل:
نشأة متواضعة وطموح بلا حدود
وُلد أنور وجدي في 11 أكتوبر 1904 بحي الظاهر في القاهرة، لأسرة سورية الأصل كانت تعمل في تجارة الأقمشة. بعد تعرض والده لأزمة مالية، انتقلت العائلة إلى مصر، حيث نشأ أنور في بيئة بسيطة، إلتحق بمدرسة “الفرير” الفرنسية، وأتقن اللغة الفرنسية، لكنه ترك الدراسة مبكرًا ليتجه إلى عالم الفن.
مسيرة فنية حافلة رغم قصرها
بدأ وجدي مسيرته الفنية في المسرح، ثم انتقل إلى السينما، حيث شارك في أكثر من 70 فيلمًا، وأنتج وأخرج وكتب العديد منها، من أبرز أعماله: “غزل البنات”، “قلبي دليلي”، “أربع بنات وضابط”، “دهب” الذي قدم فيه الطفلة المعجزة فيروز.
ثنائيات فنية وزيجات شهيرة
كوّن وجدي ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع الفنانة ليلى مراد، حيث قدما معًا عدة أفلام ناجحة، وتزوج وجدي ثلاث مرات، من إلهام حسين، ثم ليلى مراد، وأخيرًا ليلى فوزي، لكنه لم يُرزق بأبناء بسبب المرض.
مرض مفاجئ ونهاية مأساوية
في سنواته الأخيرة، أُصيب أنور وجدي بمرض وراثي نادر في الكلى، وسافر إلى السويد للعلاج، حيث توفي هناك عن عمر ناهز الـ 51 عامًا، ليعود جثمانه إلى القاهرة، ويُشيّع في جنازة مهيبة.
إرث فني لا يُنسى
رغم رحيله المبكر، يظل أنور وجدي أحد أعمدة السينما المصرية، ورمزًا للإبداع والتجديد في الفن السابع، أعماله لا تزال تُعرض وتُدرس، وتُعد مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الفنانين.