بقلم : طارق رضوان – رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب
تعد الفنون التشكيلية والنحت في مصر من أقدم الفنون في العالم، حيث ارتبطت هذه الفنون بتاريخ وحضارة مصر منذ العصور القديمة. لقد كان للفن التشكيلي والنحت المصري دور بارز في ترسيم الهوية المصرية وتعزيز الشخصية الثقافية للشعب المصري على مر العصور.
ظهرت بوادر الفن التشكيلي والنحت في مصر منذ العصر الحجري القديم، حيث اكتشفت آثار تشير إلى وجود نقوش وتماثيل تعود إلى تلك الحقبة الزمنية. وتطورت هذه الفنون خلال العصور التالية، ففي عصر الدولة القديمة، ازدهر الفن التشكيلي والنحت بشكل ملحوظ، حيث تم إنشاء العديد من المعابد والقصور الملكية التي زخرفت بأعمال فنية متنوعة.
ولعب الدين والعقيدة دورًا محوريًا في تشكيل الفن التشكيلي والنحت المصري، فقد كان للطقوس الدينية والأساطير الإلهية تأثير كبير على موضوعات الأعمال الفنية، وظهر ذلك بوضوح في تماثيل الآلهة والملوك والكهنة.
وفي عصر الدولة الحديثة، ازدهرت الفنون التشكيلية والنحت بشكل أكبر، حيث ظهرت أنماط فنية جديدة مثل الأعمال الجدارية والنقوش على الأسطح الصخرية. كما برز دور الفن في التعبير عن القيم الاجتماعية والسياسية السائدة في تلك الحقبة.
إن الفن التشكيلي والنحت في مصر لعب دورًا محوريًا في ترسيم الهوية الوطنية المصرية وتعزيز الشخصية الثقافية للشعب المصري. فقد شكلت الأعمال الفنية والتماثيل والنقوش التي اكتشفت في المواقع الأثرية المختلفة الصورة الذهنية والتصور العالمي عن مصر وحضارتها العريقة.
كما أن هذه الأعمال الفنية كانت وسيلة للتعبير عن القيم والمعتقدات والطقوس الدينية والاجتماعية السائدة في المجتمع المصري عبر التاريخ. وساهمت في ترسيخ مكانة مصر كمركز للفن والثقافة على مستوى العالم.
يُعد الفن التشكيلي والنحت في مصر من أبرز مظاهر الحضارة المصرية العريقة، حيث لعب دورًا محوريًا في ترسيم الهوية الوطنية وتعزيز الشخصية الثقافية للشعب المصري على مر العصور. وتُعتبر هذه الأعمال الفنية شاهداً حياً على غنى وتنوع الإرث الحضاري المصري وامتداده عبر التاريخ.
