في صباح يوم الجريمة، خرج يوسف “عامل الدليفري ” الشاب العشريني، من منزلة كعادته يسعى خلف لقمة العيش على دراجته النارية، يحمل بين يديه حقيبة صغيرة تتدلى من كتفه، يسرع بها بين شوارع المعصرة، يجمع طلبات الزبائن في ساعات النهار .. لم يكن يعلم أنه سيواجه خلافًا عابرًا سينزع اسمه من سجلات الأحياء ويضعه في دفاتر الوفيات بالمشرحة، وأن اسمه سيتصدر بلاغ لقسم الشرطة بعد ساعات قليلة.
من لقمة العيش إلى رصيف الموت:
في عزبة الهجانة بالمعصرة، بيننا كان عامل الدليفري يؤدي عمله، نشبت مشادة كلامية عابرة بينه وبين سائق توك توك؛ لا أحد يعرف كيف بدأ الخلاف بالضبط، أو ما الكلمات التي أُطلقت لتوقد شرارة الغضب في قلب الجاني، الذي حول فجأة المشاجرة إلى جريمة مكتملة الأركان.
طلقة في الرأس وجثة على الطريق:
بحسب ما أوردته تحريات المباحث، أن المشاجرة نشبت بين الاثنين وارتفعت الاصوات بينهم، ثم اندفع سائق التوك توك واستدل سلاحًا ناريًا من بين ملابسه وأشهره في وجه عامل الدليفري، وفي لحظة خاطفة دون تفكير ضغط على الزناد، فأنطلقت رصاصة واحدة أصابت العامل في رأسه مباشرة، فسقط أرضًا وسط دهشة من شاهدوا المشهد، دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب، و فر القاتل هاربًا، تاركًا خلفه جريمة مراوعة هزت اركان المنطقة ذاتها.
فحص كاميرات المنطقة:
في دقائق معدودة، كانت قوة من قسم شرطة المعصرة قد وصلت إلى مكان الجريمة، وفرضت كردونا أمنيًا حول الموقع، وبدأت في الاستماع إلى شهادات الأهالي، الذين لم يصدقوا أن خلافًا على الطريق يمكن أن ينتهي بهذه الجريمة.
لجأ رجال المباحث إلى “الشهود الصامتين” كاميرات المراقبة التي تحيط بالمكان، على أمل أن تلتقط الكاميرات لحظة ارتكاب الجريمة ومعرفة مسار هروب المتهم.
تحقيقات حول الواقعة:
كشفت التحقيقات أن المجني عليه يعمل في توصيل الطلبات، ويقيم بجوار مدرسة الخلفاء الراشدين بمنطقة حدائق حلوان، ودلت التحريات أن المجني عليه يتمتع بدماثه الخلق والاجتهاد، ولا توجد له أي خلافات مع آخرين ترقي لارتكاب الجريمة
وأصدرت النيابة العامة قرارًا بضبط المتهم والسلاح المستخدم في الواقعة، في وقت لا تزال فيه فرق البحث تجوب محيط عزبة الهجانة والأحياء المجاورة، بحثًا عن القاتل الهارب.
وتم نقل الجثمان إلى المشرحة تحت تصرف النيابة، التي أمرت بدفن الجثة عقب تشريحها وطلب تقرير الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة.
