الرئيسيةتقارير-و-تحقيقاتعرب-وعالم

إبراهيم الدراوي لـ”اليوم”: القاهرة الأكثر صدقًا في الدفاع عن فلسطين

انطلقت القمة العربية الرابعة والثلاثون في العاصمة العراقية بغداد، السبت، في ظل أوضاع إقليمية شديدة التعقيد، تتقدمها الحرب المتواصلة في غزة، والانهيار السياسي والاقتصادي في السودان ولبنان، واستمرار الأزمة السورية، وتأتي القمة وسط انقسام عربي واضح في المواقف، وتمثيل متباين للقادة، ما يعكس التباينات في أولويات الدول العربية تجاه الملفات الساخنة.

ويرى الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون العربية والدولية إبراهيم الدراوي إن تمثيل القادة العرب لم يكن على المستوى المطلوب، في وقت تعيش فيه المنطقة العربية واحدة من أحلك فتراتها، لاسيما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وفي تحليله لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة، أكد الدراوي لموقع “اليوم”، أن “القاهرة تظل الأكثر أخلاقًا ومصداقية في تعاملها مع القضايا العربية، خصوصًا القضية الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري تطرق في كلمته إلى ملفات سبع دول عربية تعاني من أزمات حادة، على رأسها فلسطين، سوريا، لبنان، اليمن، ليبيا، السودان، والصومال، ما يعكس رؤية شاملة تنطلق من الثوابت المصرية التاريخية في دعم الاستقرار الإقليمي.

وأضاف الدراوي: “لو نظرنا إلى مجمل التحركات المصرية في الـ22 شهرًا الماضية سنجد أن القاهرة هي الدولة العربية الأكثر حضورًا ومصداقية في الملف الفلسطيني، والأكثر رفضًا لمشاريع التهجير التي تُطرح اليوم صراحة في الإعلام الإسرائيلي”.

وأكد أن مصر لم تستضف اللاجئين الفلسطينيين أو السوريين في “كانتونات” أو مخيمات، كما فعلت بعض الدول، بل تعاملت معهم كمقيمين لهم كامل الحقوق والكرامة.

مناورة أمريكية إسرائيلية

وحول ما يُروج له من وجود توتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف الدراوي هذا التوتر بأنه “شخصي وليس مؤسسيًا”، قائلاً: “الخلاف قد يكون بين شخصيتين قويتين مثل ترامب ونتنياهو، لكن لا يوجد خلاف حقيقي بين الإدارة الأمريكية والإسرائيلية. فالدعم الأمريكي لإسرائيل لا يزال مطلقًا”.

وأشار الدراوي إلى أن ما يقال عن أن ترامب “باع إسرائيل” أو “تخلى عن نتنياهو” ليس دقيقًا، مؤكدًا أن الولايات المتحدة، بعد 7 أكتوبر، كانت أول من دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا. “نحن نتحدث عن دعم بلا حدود، وعلينا أن نميز بين الخلافات الشكلية والخلافات على المصالح”، بحسب تعبيره.

خطط تهجير وتدمير ممنهج

في السياق الفلسطيني، أكد الدراوي أن إسرائيل تنفذ خطة تهجير ممنهجة للفلسطينيين من غزة، وأن الحديث عن تهجيرهم إلى دول مثل ليبيا أو سوريا ليس إشاعة، بل تسريبات واقعية يجب التعامل معها بجديّة.

وقال: “هناك خطة لتدمير غزة بالكامل، بدأ تنفيذها بخطط عسكرية حملت أسماء مثل ‘عربات جدعون’ وخطة الجنرالات، وانتهت اليوم بتدمير المستشفيات والمرافق المدنية بذريعة وجود مقاومين، رغم أن الصحف الإسرائيلية نفسها بدأت تتحدث عن تضليل من الجيش حول أماكن تواجد القيادات الفلسطينية”.

وشدد الدراوي على أن الرئيس السيسي كان أول من وضع “خطًا أحمر” واضحًا ضد التهجير، منذ أيامه الأولى بعد اندلاع الحرب، وهو الموقف الذي ساهم في دفع عدد من الدول الأوروبية لتغيير لهجتها تجاه إسرائيل.

وأشار إلى أن مصر نجحت في إيصال صوت الفلسطينيين إلى المجتمع الدولي، وأجبرت بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا على التمايز عن الموقف الأمريكي.

تحركات مصرية حاسمة

قال الدراوي إن القاهرة وضعت خمسة محاور رئيسية لحل الأزمة الفلسطينية منذ الأيام الأولى للحرب، وهي:

  • دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومستدام.
  • إنجاز صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
  • إعادة إعمار غزة بالكامل بقيادة مصرية، وهو ما وعدت القاهرة بتنفيذه بمجرد وقف إطلاق النار.
  • حسم مسألة من سيحكم غزة في اليوم التالي، بما يتماشى مع متطلبات الواقع الدولي والإسرائيلي.
  • طرح مبادرة متكاملة لوقف الحرب وإحياء مسار حل الدولتين على حدود 1967، بدعم من القاهرة والرياض.

وأوضح الدراوي أن القاهرة بذلت جهدًا كبيرًا في تنسيق المواقف العربية، رغم محاولات التشويش على دورها، مؤكدًا أن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر، ولقائه بأميرها ثم بلقاءات ترامب، عكست رسالة بأن مصر منفتحة على الحلول لكنها لن تتنازل عن ثوابتها الوطنية والعربية.

نظرة متشائمة لنتائج القمة

ورغم إشادته بكلمة الرئيس السيسي، أعرب الدراوي عن تشاؤمه من نتائج القمة العربية في بغداد، قائلاً: “للأسف، القمة لم تكن على قدر الحدث، وقراراتها تبقى حبرًا على ورق ما لم تُنفذ. سبق أن تابعنا قمة الرياض الخليجية – الأمريكية، ولم نرَ منها شيئًا على أرض الواقع”.

وختم الدراوي تحليله بالقول إن القاهرة ستواصل التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، مضيفًا: “فلسطين هي مفتاح كل القضايا العربية، وإذا لم تُحل هذه الأزمة، فستبقى بقية أزمات المنطقة تراوح مكانها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights