كيف أضاء الفارس الأبيض خزائنه وسط جفاف البطولات؟

كتب- رجب يونس
أعلن نادي الزمالك، عن تسوية مستحقات مالية ضخمة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ليتمكن من رفع حظر القيد الذي منعه من ضم لاعبين جدد، لكن هذه التحركات المالية الكبيرة، التي تجاوزت ملايين الدولارات خلال السنة ونصف الماضية، أثارت تساؤلات ملحة.. من أين جاءت هذه الأموال في ظل غياب بطولات كبرى أو جوائز مالية ضخمة؟.
وتعود جذور الأزمة إلى سنوات، خاصة خلال فترة رئيس النادي السابق مرتضى منصور، من خلال عقود غير مدروسة مع لاعبين ومدربين أجانب، مثل المهاجم المغربي خالد بوطيب والمدرب البرتغالي جايمي باتشيكو، أدت إلى تراكم ديون وشكاوى لدى فيفا، والتي تحولت إلى غرامات مالية وحظر قيد، ووضع النادي في مأزق كبير.
في 15 مايو 2025، أعلن الزمالك عن سداد 985 ألف يورو (حوالي 55.6 مليون جنيه) لخالد بوطيب، لتسوية مستحقات متأخرة كانت سبباً في حظر القيد، وبعد أربعة أيام فقط، في 19 مايو، أكد النادي دفع مليون يورو (حوالي 56.4 مليون جنيه) لجايمي باتشيكو، لإغلاق ملف آخر من القضايا المتراكمة، وتشير مصادر إلى أن النادي سدد أيضاً جزءاً من مستحقات المدرب السويسري كريستيان جروس، ليصل إجمالي المبالغ المدفوعة في أيام قليلة إلى حوالي 2 مليون يورو.
ما يثير الدهشة هو أن هذه المدفوعات تأتي في وقت لم يحقق فيه الزمالك أي بطولات كبرى خلال الموسم الحالي (2024-2025)، رغم ان الزمالك الذي يمتلك تاريخاً حافلاً بـ 80 بطولة، بما في ذلك 14 لقباً في الدوري المصري و5 ألقاب في دوري أبطال إفريقيا، خرج خالي الوفاض من معظم المنافسات المحلية والقارية هذا العام، آخر إنجاز كبير كان فوزه بكأس الكونفدرالية الإفريقية في 2024، لكن الجائزة المالية (حوالي 2 مليون دولار) لا تكفي لتغطية الالتزامات المتراكمة، خاصة مع ارتفاع تكاليف السفر والمستحقات.
حتى البطولات المحلية، مثل الدوري المصري وكأس مصر، تقدم جوائز مالية متواضعة، لا تتجاوز بضعة ملايين من الجنيهات، وهي غير كافية لتغطية غرامات باليورو أو الدولار، وعلى عكس غريمه التقليدي الأهلي، الذي جمع 138 بطولة ويحقق إيرادات ثابتة من الألقاب القارية، يعاني الزمالك من فجوة مالية متفاقمة نتيجة غياب الإنجازات.
وتشير مصادر مقربة من النادي إلى أن الإدارة الحالية، برئاسة حسين لبيب، نجحت في جذب استثمارات ورعاة جدد، لكن غياب الشفافية حول هذه الصفقات أثار تكهنات بين الجماهير، وجعل جمهور القلعة البيضاء من التسائل هل لجأ الزمالك بيع أصول خاصة ببالنادي؟ أم استعان بقروض بنكية من أجل تخطي تلك المرحلة والعبور بالناي إلى بر الأمان، حيث أشار رواد مواقع التواصل الأجتماعي وجماهير الابيض إلى احتمالية وجود دعم خارجي، لكن دون أدلة ملموسة.
ما يزيد الوضع تعقيداً هو استمرار الأزمات المالية الأخرى، داخل أروقة نادي الزمالك على راسها مستحقات أحمد سيد “زيزو”، التي قد تصل إلى 70 مليون جنيه مع الغرامات إذا تأخر السداد، مما يشير إلى أن المدفوعات الأخيرة قد تكون مجرد حلول مؤقتة، وليست جزءاً من استراتيجية مالية مستدامة.
وفي ذات السياق قال أحمد سليمان عضو مجلس الزمالك، في تصريحات تليفزيونية أن النادي في طريقة لحل الأزمات وسداد المستحقات المالية المطلوبة في الفترة المقبلة للعودة إلى الاستقرار وحصد البطولات.