الصحفيون يتضامنون مع إيمان عوف: لا لتشويه الزميلات.. والكرامة خط أحمر
حملة تضامن واسعة مع إيمان عوف بعد إساءات صفحات مشبوهة

كتب: محمود حسن محمود
شهدت نقابة الصحفيين خلال الأيام الماضية تطورات لافتة، بدأت باعتصام سلمي لأحد الصحفيين احتجاجاً على تأجيل مناقشة اعتماد لجنة القيد، وانتهت بحملة تشهير عبر صفحات مشبوهة، تبعتها موجة تضامن غير مسبوقة من أعضاء الجمعية العمومية.
البداية.. اعتصام في بهو النقابة

انتظر عشرات الصحفيين المؤجلين في بهو الدور الثالث بالنقابة، يوم الأربعاء الماضي، من الساعة الواحدة ظهراً، وحتى الحادية عشرة مساءً، على أمل صدور قرار من المجلس بشأن لجنة القيد، لكن الاجتماع تعثر بسبب انسحاب بعض الأعضاء، ما حال دون اكتمال النصاب القانوني وتأجل البت في الملف.
في أعقاب ذلك، أعلن الصحفي حسن مسعد عبر حسابه على “فيسبوك” الدخول في اعتصام سلمي داخل مبنى النقابة، تعبيراً عن رفضه لما وصفه بـ”مماطلة مستمرة” في حسم مصير المؤجلين.
موقف إنساني يتحول إلى هجوم مشبوه
عمدت صفحة تعرف باسم “ويكيليكس الصحفيين”، إلى نشر منشورات مسيئة وتلميحات اعتبرها الصحفيون “تشهيراً غير أخلاقي”، طالت الصحفي حسن مسعد وعضو مجلس النقابة إيمان عوف، متجاوزةً كل الحدود المهنية.

وفي بيان رسمي موجّه إلى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، ردت الكاتبة الصحفية إيمان عوف، عضو مجلس النقابة، على ما وصفته بـ”الحملة الرخيصة والممنهجة” التي شنتها إحدى الصفحات المشبوهة المعروفة باسم “ويكيليكس الصحفيين”، وذلك على خلفية استضافة أحد الصحفيين المعتصمين بمكتبها داخل النقابة.
وقالت عوف في بيانها، إن الصحفي حسن مسعد أعلن، عقب تأجيل اجتماع مجلس النقابة الأخير، دخوله في اعتصام سلمي احتجاجاً على تأخير البت في ملف لجنة المؤجلين، مضيفة: “بحكم مسؤوليتي الأخلاقية والنقابية، منحت الزميل مفتاح مكتبي للمبيت به، حفاظاً على كرامته، وبدلاً من أن ينام على الأرض في بهو النقابة، وهو ما كان سيمثل إساءة لصورة النقابة وتاريخها”.
وأكدت عضو المجلس أن الزميل معروف لدى الأمن والزملاء داخل النقابة، وأن استضافته لم تكن سرية، مشيرة إلى أنه أنهى اعتصامه صباح اليوم التالي بمحض إرادته، وحذف منشوره الاحتجاجي من مواقع التواصل.
كما أوضحت أنها طرحت خلال اجتماع المجلس بنداً لاعتماد لجنة المؤجلين، إلا أن انسحاب عدد من الأعضاء حال دون استكمال الجلسة، ليُتفق على تأجيلها حتى يوم الإثنين المقبل.
وتابعت عوف في بيانها: “إن تحويل موقف نقابي نبيل إلى مادة للابتزاز الأخلاقي لا يعكس سوى الانحدار المهني لتلك الصفحة، التي اعتادت على استهداف الزملاء الشرفاء بالتلميحات والاتهامات المغرضة”.
واختتمت بالتأكيد على أن هذه المحاولات لن تثنيها عن الدفاع عن حقوق الزملاء، قائلة:
“لن أخجل أبداً من الوقوف بجانب أي زميل مظلوم، وسنظل نعمل على استعادة مكانة النقابة كقلعة للحريات.”
رد فعل جماعي: حملة توقيعات ضد الابتزاز

رداً على ما جرى، بادر عشرات الصحفيين بإطلاق حملة تضامن واسعة مع الزميلة إيمان عوف، عضو مجلس نقابة الصحفيين، بعد تعرضها لحملة من الإساءات والتلميحات عبر صفحة مشبوهة على موقع “فيسبوك” تُعرف باسم “ويكيليكس الصحفيين”، والتي باتت تعرف بنهجها الممنهج في التشهير بالصحفيين واستهدافهم أخلاقياً ومهنياً.
الحملة التي تصاعدت خلال الساعات الماضية، شهدت توقيع المئات من أعضاء الجمعية العمومية على بيان إدانة لما وصفوه بـ”الابتزاز الأخلاقي” الذي طال عضو المجلس إيمان عوف، والصحفي حسن مسعد، مؤكدين أن ما يحدث ليس استهدافاً لأشخاص، بل محاولة لضرب الجماعة الصحفية في مقتل، عبر التشهير والطعن في الذمم والنيل من السمعة.
وجاء في البيان:
“إيمان عوف ليست وحدها… هذه حملة ضد كل من يدافع عن الحقوق والمبادئ النقابية، وضد كل من يرفض الانصياع للابتزاز الرخيص”. وأكد الصحفيون أن تلك الصفحة سبق وأن استهدفت صحفيات وصحفيين آخرين، بينهم نادية مبروك، ومحمد الجارحي، ومحمود كامل، في حملات تتكرر كلما اقترب موعد انتخابي أو حُسم موقف نقابي شجاع.
وطالب الموقعون مجلس نقابة الصحفيين، برئاسة النقيب خالد البلشي، بالتحرك الفوري واتخاذ خطوات قانونية لكشف هوية من يقف وراء هذه الصفحة، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في الإساءة لزملاء المهنة، حفاظاً على كرامة الصحفيين وصوناً للمسؤولية النقابية.
وأكد البيان أن الجماعة الصحفية ستظل صفاً واحداً في وجه كل محاولات التشهير والتفكيك، وأن كرامة الزميلات والزملاء “خط أحمر”، لا يمكن السماح بتجاوزه.