📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

الدكتور كيلاني الكناني يكشف أسرار الطواف: عبادة تهز القلوب وتبهر العقول

الطواف عبادة أم حكمة؟ لقاء خاص مع مدير عام المساجد بأوقاف الشرقية

📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن

 تقرير : أحمد فؤاد عثمان 

في كل ركن من أركان الإسلام، نجد عالِمًا ربانيًا يضيء لنا الطريق بفهمه العميق ونظرته الثاقبة إلى النصوص الشرعية وأبعادها الروحية والعقلية.

وكان لنا هذا اللقاء المميز مع فضيلة الدكتور كيلاني عبدالرحمن الكناني، العالم الأزهري البارز ومدير عام المساجد بمديرية أوقاف الشرقية، الذي فتح لنا آفاقًا من الفهم حول الطواف بالكعبة، هذا النسك العظيم الذي تتلاقى فيه العبادة بالعقل، والانقياد بالحكمة، والظاهر بالباطن.

في هذا التقرير نستعرض معه أسرار الطواف، ومكانة الكعبة، وحكاية أول من لبّى، مستنيرين بآيات القرآن وأقوال السلف الصالح.

الطواف حول الكعبة.. بين التعظيم والتسليم
في حضرة البيت العتيق، حيث تسكن الأرواح وتخشع القلوب، يتجلّى مشهد من أعظم مشاهد التعبد في الإسلام، وهو الطواف حول الكعبة.

ولمزيد من الفهم والتأمل في معاني هذا الركن العظيم، كان لنا هذا الحديث  مع العالم الأزهري الجليل الدكتور كيلاني عبدالرحمن الكناني، مدير عام المساجد بمديرية أوقاف الشرقية.

التعبد الواجب.. جوهر الطواف
عندما نتأمل في معنى الطواف حول الكعبة، فإن أول ما ينبغي أن نستحضره هو أن هذه العبادة من قبيل التعبد الواجب، فهي أمر توقيفيّ لا يُناقش.

القائل سبحانه: بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
[آل عمران: 97–98]
وقال  صلى الله عليه وسلم:
“الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”
(متفق عليه)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خذوا عني مناسككم”، وقال أيضًا: “صلوا كما رأيتموني أصلي”.
فما فعله النبي ﷺ نفعله دون سؤال أو اعتراض، بل اتباعًا وتسليمًا واستسلامًا لله.

الحكمة الخفية.. الطواف خلف عقارب الساعة
يشير الدكتور كيلاني إلى أن كل فعل تعبدي له حكمة، وإن خفيت على البعض، فإنما هو قصور في الفهم أو النظر.
وقد أجمع أهل العلم والطب أن الطواف عكس عقارب الساعة يُوافق فطرة الإنسان، حيث أن دورة الدم داخل الجسم تسير عكس عقارب الساعة، والطواف بهذا الاتجاه يجعل القلب – الواقع في الجهة اليسرى من الجسم – أقرب ما يكون إلى الكعبة المشرفة.

الكعبة عن اليسار.. تأدبًا مع وجه البيت
من اللافت في أداء الطواف أن يجعل الطائف الكعبة عن يساره.
وهذا ما أمر به النبي ﷺ، واستمر عليه المسلمون إلى يومنا هذا، وليس لذلك من تعليل إلا التعبد المحض، إلا أن أهل العلم أشاروا إلى حكمة بديعة.

قال الإمام القرافي: إن جنبي البيت كيمين ويسار الإنسان، فالحجر الأسود في موضع اليمين لأنه يقابل يسار الطائف. ولو جعل البيت عن يمينه، لجعل باب الكعبة وراءه، وهذا إعراض عن وجه البيت، والإعراض عن الوجوه لا يليق بالأماثل، فكيف ببيت الله؟
وقال صاحب “مواهب الجليل”: “حكمة جعل البيت على يسار الطائف ليكون قلبه إلى جهة البيت، فلو جعله عن يمينه لابتعد القلب عنه”.

أول من لبى في الإسلام.. قصة ثمامة بن أثال
ثمامة بن أثال، أمير بني حنيفة، هو أول من قال: “لبيك اللهم لبيك” بعد دخوله الإسلام.
دخل مكة ملبّيًا والبيت لا يزال محاطًا بالأصنام، وبهذا كان أول من لبّى من المسلمين داخل الحرم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان ثمامة من أوائل من نادى بالوحدانية والتوحيد في وجه الأصنام، ووقف بشجاعة يؤكد أن الدين لله، وأن البيت لله وحده.

نداء إبراهيم.. البداية الإلهية العظيمة
يحدثنا الدكتور كيلاني عن أصل الحج، ويستشهد بما جاء عن إبراهيم عليه السلام حين انتهى من بناء الكعبة.
قال الله تعالى:
{وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا…} [البقرة: 125]
{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ…} [الحج: 29]

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت، قال: “يا رب، قد فرغت”، فقال الله له: “أذِّن في الناس بالحج”.
قال إبراهيم: “ربّ، وما يبلغ صوتي؟”، فقال الله له: “أذِّن، وعليّ البلاغ”.
فوقف على جبل الصفا ونادى: “يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجّوه”.
فسمعه كل ما في الكون، حتى الجبال والشجر والتراب، وردّ الجميع: “لبيك اللهم لبيك”.

كل من لبّى يومها فهو حاج إلى قيام الساعة
وقد جاء في الروايات عن سعيد بن جبير وغيره: أن من أجاب نداء إبراهيم يومئذ في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم، فهو من حُكِم عليه أن يكون حاجًا إلى بيت الله يومًا ما.
وهكذا، كان النداء الأول من السماء إلى الأرض، وجاءت الإجابة على لسان البشر والحجر، ليبقى الحج أعظم شعيرة تشهد التوحيد في أسمى صوره.

خطوة بـ700 حسنة.. أجر لا يُقدّر بثمن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن خزيمة والحاكم:
“من حج من مكة ماشياً حتى يرجع إلى مكة كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم”.
قيل: وما حسنات الحرم؟
قال: “بكل حسنة مائة ألف حسنة”.
فتأمل كيف يضاعف الله أجر الطائعين، وكيف يُكرم من قصد بيته بالطاعة.

نهاية المطاف.. تعظيم البيت تعظيم لله
الطواف ليس مجرد دوران حول بناء، بل هو عبادة جليلة، وحركة طاعة، وتعبير عن الانقياد القلبي، وتعظيم شعائر الله.
وما تعظيم البيت إلا تعظيم لله، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights