وداع مؤثر من قلب جامع الفتح… الشيخ محمد أبو بكر يرحل بقلب دامع ورضا بقضاء الله

تقرير : أحمد فؤاد عثمان
في مشهد يعبّر عن أصدق مشاعر الفقد والامتنان، ودّع الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب، أحد أبرز الدعاة في مصر، جامع الفتح العريق بميدان رمسيس بكلمات مؤثرة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، عبّر فيها عن حزنه العميق وأمله الكبير في حكمة الله وعدله.
من الشكوى إلى الإحياء.. بداية الرحلة
استهل الشيخ رسالته بالإشارة إلى لحظة دخوله جامع الفتح لأول مرة “شاكياً مهموماً”، بعد أن تم نقله من جامع الناصر صلاح الدين بالمنيل، حيث كان يرغب في البقاء. لكنه سرعان ما شعر أن الله أحياه فيه، ووجد في هذا المسجد المبارك بداية جديدة لمسيرته الدعوية.
الجمعة المشهودة والدروس اليومية
رغم أن الشائع أن جامع الفتح لا يمتلك جمهورًا ثابتًا نظرًا لموقعه في قلب العاصمة، إلا أن حضور الشيخ محمد أبو بكر حوّل الجمعة فيه إلى حدث مهيب، حيث كانت الحشود تتوافد من محافظات مصر المختلفة منذ الصباح الباكر.
كما أشار إلى الإقبال الكبير على دروسه اليومية، والتزام الكثيرين بحضورها، في مشهد نادر قلما يتكرر في المساجد الكبرى.
قرار النقل بعد الحج.. وألم الرحيل
كشف الشيخ أن قرار نقله إلى محافظة الوادي الجديد جاء عقب أدائه لفريضة الحج، رغم تقديمه أوراقًا رسمية تفيد بأنه محرم لزوجته، وحصوله على إجازة رسمية من جهة العمل. وأوضح أنه رغم محاولاته لتأجيل السفر امتثالًا للقرار، إلا أن الأمر تم دون جدوى. ومع ذلك، تعامل مع النقل باعتباره “منحة إلهية” وإن لم يفهم حكمتها بعد.
وفاء للمسجد وأهله.. ودعاء بالمغفرة
في ختام كلماته، أكد الشيخ محمد أبو بكر أنه لم يقصّر يومًا في خدمة جامع الفتح، سواء من الناحية الدعوية أو الإدارية والتنظيمية.
ووجّه شكره لكل من تعاون معه من الأجهزة الأمنية والتنظيمية، كما وجّه رسالة حب وامتنان لجمهوره الذي وصفه بالغالي والداعم في كل الأوقات.
“فإن لم نلتقِ فيك، فلنلتقِ في جنان الخلد”
بهذه العبارة أنهى الشيخ رسالته، تاركًا خلفه أثرًا طيبًا في نفوس كل من عرفوه أو تتلمذوا على يديه، مؤكدًا أن جامع الفتح سيظل في قلبه، وأن الدعوة إلى الله ستظل طريقه مهما تغيّرت الأماكن.