أمين البحوث الإسلامية: عيد الأضحى رسالة محبة وتكافل

كتب: مصطفى على
في مناسبة تهلّ على المسلمين بحُلل الفرح والسكينة، تقدّم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بخالص التهاني القلبية إلى الأمتين العربية والإسلامية، وإلى فخامة السيد رئيس الجمهورية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وجميع قيادات الأزهر والعاملين به، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، سائلًا المولى -عز وجل- أن يُعيد هذه الأيام المباركة على الجميع بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل من الحجاج حجّهم وسعيهم، ويُعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.
وجاءت التهنئة في بيان رسمي يعكس عمق الروحانية التي يحملها هذا العيد، وما يمثله من مناسبة إيمانية عظيمة ترتبط بسيرة الخليل إبراهيم عليه السلام، واستحضارًا لقيم التضحية والامتثال والإخلاص.
عيد الأضحى.. تجسيد لقيم التضحية والإخلاص
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن عيد الأضحى المبارك يحمل في طياته دلالات عظيمة ومعاني سامية، تتجاوز طقوس الفرح الظاهرة إلى جوهر إيماني يتجسد في معاني التضحية والإخلاص والتجرّد لوجه الله تعالى.
وأوضح الجندي أن هذا العيد لا يُعد مجرد مناسبة احتفالية، بل هو فرصة للتأمل والتجديد الروحي، ودعوة للعودة إلى المبادئ الأصيلة التي تحث على الإيثار، والتسامح، والتواضع، والصدق في العبادة والمعاملة.
وأشار الجندي إلى أن قصة الأضحية التي يرتبط بها هذا العيد تمثل أسمى صور الطاعة والامتثال، حيث جسّد فيها نبي الله إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام قمة التسليم لأمر الله، ما يجعل من هذه الذكرى مناسبة لإحياء الارتباط بالله وتجديد الإيمان في القلوب.
دعوة لتعزيز المحبة والرحمة والتكافل الاجتماعي
وشدد الجندي على أن عيد الأضحى يشكّل محطة سنوية ينبغي أن يستثمرها المسلمون في تعزيز أواصر المحبة والرحمة والتكافل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن المجتمعات الإسلامية أحوج ما تكون اليوم إلى ترسيخ هذه القيم، في ظل ما يشهده العالم من تحديات متزايدة على الأصعدة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكد أن هذه الأيام المباركة تُعدّ فرصة لإحياء معاني التضامن بين أفراد المجتمع، وتحقيق مبدأ “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص”، داعيًا إلى توجيه الجهود نحو دعم الفقراء والمحتاجين، وبثّ روح الإخاء والتراحم في ربوع الأمة.
وأوضح أن الأعياد في الإسلام ليست مجرّد طقوس، بل هي محطات تربوية وروحية تُعيد الإنسان إلى جوهر العلاقة بينه وبين الخالق، كما تُعيد ترتيب أولوياته الأخلاقية والاجتماعية في ضوء القيم الدينية.
الأعياد في الإسلام.. مناسبات لإحياء الروابط الإنسانية
وأضاف الأمين العام أن الأعياد الإسلامية، وفي مقدّمتها عيد الأضحى، تُعدّ مناسبات عظيمة لتجديد الروابط الإنسانية، وتحقيق معاني الأخوة والتعاون بين الناس.
ودعا في هذا السياق إلى اغتنام هذه الأيام المباركة في طاعة الله، وصلة الأرحام، وتوطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية.
وشدّد الجندي على أن بناء المجتمعات يبدأ من تعزيز الروابط بين أفرادها، وأن العيد ينبغي أن يكون بوابة لنشر السكينة والسلام والتفاهم، وتحفيز النفوس نحو العطاء والبذل والعمل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا للأمة الإسلامية.
توجيه للأمة نحو الوحدة والعمل والبناء
وختم الجندي بيانه بدعوة صادقة لأبناء الأمة الإسلامية إلى توحيد الصفوف، وتجديد العزم على العمل والبناء، وتحويل معاني العيد إلى طاقة إيجابية تدفع الجميع نحو الإصلاح والتنمية وأكد أن الإسلام دين يدعو إلى الوحدة والسلام، وأن المناسبات الدينية كعيد الأضحى يجب أن تكون منصات لترسيخ هذه المبادئ في النفوس والواقع.
كما أشار إلى أن الطريق إلى نهضة الأمة يبدأ من التمسّك بالهوية الإسلامية، والعودة إلى المنابع الصافية للقيم الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام، والتي من أبرزها الإحسان، والعدل، والتعاون، والرحمة، والتسامح.
عيد الأضحى.. رسالة متجددة لكل مسلم
في ختام تهنئته، وجّه الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية رسالة إلى كل مسلم، بأن عيد الأضحى هو أكثر من مناسبة سنوية، بل هو رسالة متجددة تدعو الإنسان إلى مراجعة الذات، وتحقيق التوازن بين الروح والمادة، والارتقاء بالسلوك والضمير.
وأكد أن نجاح العيد لا يُقاس بكثرة المظاهر، بل بحجم ما يتركه من أثر في النفوس، وبما يغرسه من قيم راسخة تعزز البناء الروحي والإنساني للأمة.