الرئيسيةعرب-وعالم

الكوليرا… ألم جديد يضاف للحرب والنزوح بالسودان 

تقرير: مروة محي الدين

في نبأ صادم، أعلنت وزارة الصحة السودانية ارتفاع أعداد المصابين بوباء الكوليرا بالبلاد إلى 2729 حالة، توفي منها أكثر من 170 حالة، خلال أسبوع واحد، وجاء السبب في تفشي مرض الكوليرا، حيث تحدثت تقارير إعلامية عن أن المرض يهدد حياة مليون طفل سوداني.

التفشي الوبائي

أعلن “هيثم محمد إبراهيم”- وزير الصحة السوداني تفشي الكوليرا في عموم الخرطوم في أواخر مايو، بسبب تلوث مياة الشرب بالعاصمة، حيث اعتمدت الوزارة نبأ التفشي الوبائي، عقب ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض بشكل صارخ، فزادت أعداد الإصابة اليومية من 100 حالة- 1000 حالة يوميا.

كما زادت معدلات الوفيات اليومية بسبب المرض إلى  40 حالة وفاة في اليوم، وذلك بعد أن صرح “إبراهيم” للتليفزيون العربي- في وقت سابق- بأن الانتشار في العاصمة كان بسبب النزوح وحصار قوات الدعم السريع، وتركز في منطقتي جبل الأولياء والصالحة.

وأعلنت اللجنة النقابية بنقابة الأطباء: أن حالات الإصابة في أم درمان بلغت 1335 حالة، بالإضافة إلى 500 حالة وفاة، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية: أن إجمالي حالات الإصابة في عموم السودان بلغت 6223 حالة.

يذكر أن تلك ليست المرة الأولى التي تتفشى فيها الكوليرا في السودان، فالعمليات العسكرية في البلاد، وظروف النزوح وما يتبعها من تلوث الغذاء ومياة الشرب، جعلت البلاد بؤرة وبائية يظهر بها المرض من حين لآخر، وفي أغسطس الماضي توفي 22 شخصًا وأصيب 354 آخرين بالوباء- حسب “إبراهيم”.

التحرك الدولي

أفزعت تلك الأنباء منظمات المجتمع الدولي المعنية بمجال الصحة، فناشدت منظمة أطباء بلا حدود الأمم المتحدة سرعة التحرك للسيطرة على المرض، في ظل انهيار المنظومة الصحية بالسودان، وسط الحرب الأهلية التي تدور رحاها، بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وتدمير البنية التحتية والمنشآت الصحية خلال العمليات العسكرية، وإغلاق أبواب 90٪؜ من المستشفيات في البلاد.

وتحركت منظمة الصحية العالمية فور إعلان تفشي المرض، فمدت وزارة الصحة السودانية بنحو 25 طن من التحاليل الوريدية لمعاونتها في التعامل مع الوباء- حسب وزير الصحة.

ما الكوليرا؟

الكوليرا: مرض بكتيري ينتج عن تلوث المياة أو تسمم الغذاء، ويتسبب فيما يعرف طبيًا “بالذيفان المعوي” الذي يحدث في الأمعاء الدقيقة، ويتسبب في فقد الجسم للسوائل بشكل كبير، بسبب الإسهال الشديد والقيء والغثيان، الذي يعد من أهم أعراضه، وهي واحد من أشد الأمراض فتكًا، حيث تقتل خلال ساعات إن لم يتم التعامل معها.

السيناريو الشائع للمرض هي حدوث الإسهال الشديد، الذي يتطور إلى صدمة معوية خلال 4-12 ساعة، ثم الجفاف وانخفاض ضغط الدم لمستويات خطيرة، قد تصل بالمصاب  للوفاة خلال فترة تتراوح من 18 ساعة إلى عدة أيام، وفي بعض الحالات قد يتوفى المصاب خلال 3 ساعات ما لم يتم التعامل معه بشكل عاجل.

ويتم علاج المرض بالعلاج الإماهي عن طريق الفم، وفي الحالات الخطيرة يتم العلاج عن طريق الحقن الوريدي، وبينما استطاعت الدول الصناعية الكبري القضاء على وجود المرض فيها، عبر الاهتمام بشبكات الصرف الصحي النظيفة، ومعالجة المياة، تشير أرقام المنظمات الدولية إلى استمرار وجود المرض في الدول الإفريقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights