مقالات

أحمد بدوي يكتب: لا مكان للخائنين.. قافلة الصمود ليست إلا خديعة في ثوب إنساني

ما يُسمّى بـ”قافلة الصمود” نحو غزة، ليست أكثر من عرض مسرحي رديء، تمثيلية مفضوحة تحاول دس السم في العسل، تتستر خلف شعارات إنسانية لتخفي أهدافًا خبيثة وعدوانية. من يُروجون لها لا تعنيهم لا غزة ولا أهلها، بل يبحثون عن منفذ عبور لمخططاتهم السوداء عبر بوابة سيناء، ظنًا منهم أن مصر سترضخ، أو تتساهل مع من يعبث بأمنها.

الواقع يقول غير ذلك. في العام 2011، حاولت عدة قوافل “إنسانية” دخول سيناء بطريقة مشابهة، وثبت تورط بعض عناصرها في التواصل مع جهات خارجية مشبوهة. ووفقًا لتقارير أمنية مصرية، تم القبض على أفراد يحملون معدات اتصال متقدمة بحجة “التغطية الإعلامية” تبين لاحقًا أنها معدة لأغراض غير معلنة.

أما اليوم، فرغم أن القافلة تدعي أنها سلمية، إلا أن التوقيت، والجهات التي تمولها، وتشكيلة المشاركين فيها، تطرح علامات استفهام كبيرة. أكثر من 60% من عناصرها ينتمون لكيانات وتنظيمات ترفع شعارات مناهضة للدولة المصرية بشكل علني، ويعمل بعضهم عبر منصات إلكترونية ، تدعو إلي التحريض على مؤسسات الدولة، بل ونشر معلومات كاذبة عن الجيش المصري.

ظنوا أن بوابة سيناء مفتوحة أمامهم، لكن مصر ليست ساحة عبور لمغامراتكم، ولن تكون معبرًا لتصفيات حساباتكم السياسية. قوات حرس الحدود المصرية خلال العام الماضي وحده أحبطت أكثر من 200 محاولة تسلل وتهريب عبر الحدود الشرقية، وتم تدمير أكثر من 120 نفقًا في رفح وشمال سيناء، بحسب تقارير المتحدث العسكري المصري.

من يختبر صبر مصر، يلقى مصيره في صحرائها، ومن يظن أن البوابة الشرقية رخوة، فليقرأ تاريخ الذين ظنوا مثل ظنه، واندحروا على أعتابها. ألم يتعلموا من دروس 2013، حينما تم تطهير سيناء من أخطر بؤر الإرهاب بدعم شعبي واسع وإرادة سياسية لا تلين.

نحن مع غزة قلبًا وقالبًا، ومصر قدمت أكثر من 30 ألف طن مساعدات إنسانية منذ أكتوبر 2023 فقط، وسهلت عبور مئات الجرحى والمصابين عبر معبر رفح، بالرغم من القصف الإسرائيلي المتكرر الذي استهدف حتى شاحنات الإغاثة. هذه هي المساعدات الحقيقية، وهذه هي الإنسانية.

أما قافلة الصمود؟ فهي ليست إلا قافلة التآمر. أما الصمود الحقيقي، فهو أن تبقى مصر عصية، شامخة، لا تُخدع، ولا تُستدرج.
لا مكان للخائنين. لا عبور لمَن أراد بترابنا سوءًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights