مقالات

عاطف الجلالي يكتب: ماذا لو سقطت إيران؟!

ها هي الحرب بين الجمهورية الإسلامية إيران
وبين الكيان الإسرائيلي المحتل قد دارت رحاها لتسجل يومها التاسع ، تشتد وتيرتها و تستعر ساعة بعد ساعة وبين كل حين وحين ، تحمل رسائل ودلالات عظيمة لكل أنظمة وشعوب العالم العربي والإسلامي على حد سواء مجتمعين، توشك بنذر دخول قوى إقليمية ودولية تتقدمها مصالحها الإستراتيجية في دعم هؤلاء أو هؤلاء ، ولا يزال الناس في غيهم حول نصرة إيران منقسمين – مابين شامت و معارض وبين مؤيدين – بيد أن جل الأمر و الغاية الأسمى هو هزيمة إسرائيل سواء كان بيد الشيعة أو حتى بيد عبدة النار الكافرين ، فذهب هؤلاء الذين يغلبون النظرة المذهبية ، يرون أن الجمهورية الإسلامية إيران بحسبانهم يعتنقون المذهب الشيعي ، يبغضون أهل السنة وينكرونهم – ويسبون أكابر الصحابة رضوان الله عليهم – و في غير بعيد أعملوا فيهم كل أشكال الإبادة والقتل والتنكيل بسوريا ولبنان ، وهم عليهم أشد بأساً من إسرائيل ، فلا نصرة لهم ولو بالدعاء وليذهبوا إلى الجحيم في قعر جهنم غير مأسوف عليهم ولعلهم في ذلك محقين . بينما ذهب فريق المؤيدين الذين يرون أن ان إيران دولة إسلامية ، حيث تشهد بأنه لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله ، ومن ثم فهي بهذة المثابة- في وجهة نظرهم – مسلمون و أن نصرتهم في هذة الأثناء ربما لها نصيب من الورع والدين ، و العافية بتجنب الولوج في شرك فتنة المذهبية ما بين شيعة وسنة حتى تضع الحرب أوزارها وتنتهي بهزيمة إسرائيل ولو كان ذلك بيد الشيعة بغضاً لهم لا تسبيحاً بحمد الإيرانيين ، وبين المعارض الشامت والمؤيدين ، يقف رهط من أهل السياسة والرأي لا ينظرون إلى خانة الدين ، فقط يؤمنون بموازين القوة وأسبابها في جوهر الصراع العربي الإسرائيلي ولا يأبهون بصراع المذهبية ، بقدر مايتطلعون إلى غايتهم في دحر الكيان بأي يد تكون الشيعة أو بيد كفرة ملحدين. فهم يرون أنه لو سقطت إيران فلن تقوم لها بعدئذً قائمة ، وتصبح أقرب إلى الشيخ الهرم الذي لا يملك من حطام الدنيا إلا عصا يعالج بها انحناء ظهره وتقيه من أذى الطريق ، وقرب الإيذان عن خريطة ديموغرافية جديدة للشرق الأوسط على كل الأصعدة سياسياً وأمنياً وإجتماعياً يتبوأ فيها الكيان الإسرائيلي مقعد الشرطي المتجبر الأوحد الذي لا تفف في وجهه قوة على ظهر الأرض ولا يخيفه كل ذي سلطان ، وعلى العرب سوف تدور الدوائر في ذلك الحين .
من المفارقات المبكيات أن عمر الكيان الغاصب على أرض فلسطين المحتلة يبلغ بضعاً وسبعين عاماً وقوامه لا يبلغ تعداد سكان إحدى محافظات الجنوب في مصر – ونحن أمة المليارين ولكن كغثاء السيل – قد شيدوا المفاعل النووي في العشر سنوات التالية على نكبة ١٩٤٨ ، وميزانيته المخصصة للبحث العلمي تتجاوز ميزانية العرب قاطبة للصرف على البحث العلمي وأحلامه التوسعية من النيل إلى الفرات غير خافية عن كل ذي بصيرة و عينين .
فالعبرة إذن ليست في نصرة أو خذلان إيران بقدر ماهو بالأساس سقوط وهزيمة إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights