عراقجي: ترامب يفجر الموقف وإيران تنسق مع روسيا والصين للرد الدولي

في أول رد رسمي رفيع المستوى على الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، ندّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بالهجوم، محمّلًا الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن تداعياته، ومتوعدًا بالرد باستخدام كل السبل الممكنة.
وقال عراقجي، خلال مؤتمر صحفي أعقب اجتماعًا جمعه بالترويكا الأوروبية في جنيف، إنه عقد أيضًا لقاءات بناءة مع عدد من نظرائه في المنطقة، مشيرًا إلى أن العدوان الأميركي العسكري الشرس يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويشكّل ضربة لمبدأ عدم الانتشار النووي.
وأضاف: “إدارة ترامب خانت إيران ورضخت لطموحات مجرم اعتاد على استغلال أراضي وثروات الشعوب، لتحقيق أهداف إسرائيل”، مؤكدًا أن واشنطن تعمل بالتنسيق الكامل مع نظام الإبادة الإسرائيلي، وهو ما يدل على عدائيتها الواضحة تجاه الشعب الإيراني.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن “المنشآت التي تم قصفها في أصفهان لا تحتوي على مواد نووية أو يورانيوم منخفض التخصيب”، مؤكدًا أن برنامج إيران النووي سلمي وسيبقى كذلك، مضيفًا: “أميركا وإسرائيل تجاوزتا خطًا أحمر كبيرًا.. ولا أعلم أي خط مستقبلي تبقّى للمفاوضات”.
وفي دعوة صريحة للمجتمع الدولي، طالب عراقجي الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعقد جلسة طارئة وإدانة الهجوم الذي وصفه بـ”الخطير”، مشددًا على أن “الصمت تجاه هذه الأعمال العدائية سيقود العالم إلى مرحلة خطيرة”.
كما دعا الوزير الإيراني إلى تحرك عالمي لحماية الأمن والاستقرار الدوليين، وقال إن بلاده تحت الهجوم من قوة عظمى نووية ونظام مسلح بأسلحة نووية، معتبرًا أن “معاهدة حظر الانتشار النووي لم تعد قادرة على حماية إيران”.
وعن فرص الدبلوماسية، أوضح عراقجي أن “باب الحوار يجب أن يبقى مفتوحًا دائمًا، لكن هذا ليس هو الحال الآن”، لافتًا إلى أن بلاده كانت في خضم المفاوضات مع واشنطن عندما قامت إسرائيل بتفجير الموقف، وكانت كذلك في مسار تفاوضي مع الأوروبيين عندما فجّرت الولايات المتحدة الأزمة.
وكشف عن تنسيق دبلوماسي مع موسكو وبكين، مشيرًا إلى لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن روسيا والصين تعتزمان تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن لوقف العدوان على إيران.
ورغم تأكيده أن الاعتداء الأميركي لم يتسبب بأضرار كبيرة، شدد عراقجي على أن بلاده “تحتفظ لنفسها بحق الرد”، وختم بالقول: “لن أعلن عما سنقوم به، ولكننا سنواصل الدفاع عن سيادة شعبنا وسلامة أراضينا بكل الوسائل”.