
كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الأربعاء، عن مشاهد حصرية بثتها عبر موقعها الرسمي. توثق لحظة تنفيذ كمين مركب استهدف ناقلتي جند إسرائيليتين قرب مسجد علي بن أبي طالب في منطقة “معن” جنوب مدينة خانيونس.
وأدى الهجوم – الذي وصفته إسرائيل بـ”الكارثة” – إلى تدمير المدرعة واحتراقها بالكامل ومقتل سبعة جنود من جيش الاحتلال. بينهم ضابط، حسب ما أعلنته مصادر عسكرية إسرائيلية.
والعملية جاءت ضمن سلسلة عمليات “حجارة داود”، وهي سلسلة هجمات مركزة أعلنت عنها كتائب القسام مؤخرًا. تستهدف من خلالها المواقع والوحدات الإسرائيلية المتقدمة داخل قطاع غزة. في إطار ردها على التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد المدنيين والبنية التحتية في القطاع.
عبوة داخل المدرعة وانسحاب المقاوم
وأظهرت المشاهد، التي اعتبرت “تاريخية” وفق وصف القسام، مقاتلان من كتائب القسام، أحدهما ينتعل شبشبًا ويتقدم وسط منطقة تعج بالآليات العسكرية، وهو ينفذ عملية جريئة على ناقلة جند مدرعة من طراز “بوما”.
حيث تمكن من الصعود إلى سطحها وإلقاء عبوة ناسفة من نوع “شواظ” داخل قمرة القيادة. قبل أن ينسحب من المكان رغم كثافة وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة.
بالتوازي مع ذلك، ذهب المقاوم الأخر للمدرعة الثانية، بالقرب من الأولى ليفجرها في نفس اللحظة. والتقط المنفذان صورًا لاحتراق الآليتين قبل انسحابهما، وأكد أحدهما عزمه على العودة للقتال.
كما أظهرت المشاهد جنديًا إسرائيليًا عاجزًا عن الحركة قرب إحدى الناقلتين، بينما هرعت مروحية لإنقاذ الجرحى. وأسفرت العملية عن مقتل ضابط و6 جنود وإصابة آخرين. بعد عجز الجيش عن إخماد النيران التي اشتعلت في إحدى المدرعتين إثر إلصاق عبوة ناسفة بها.
واستدعى الاحتلال جرافة عسكرية من طراز “D9” وقوات إطفاء دون جدوى، قبل أن يقرر سحب المدرعة المحترقة إلى شارع صلاح الدين ثم إلى خارج غزة، حيث تم إطفاؤها داخل الأراضي المحتلة، بعد أن تفحمت جثث الجنود داخلها.
وبحسب القناة 13 العبرية، أشار التحقيق الأولي للجيش إلى أن مقاومًا فلسطينيًا واحدًا نفذ العملية الكاملة، وتمكن من إدخال العبوة إلى قلب المدرعة دون أن يرصده أحد. واللافت أن المقاوم انسحب سالمًا من منطقة تعج بالجنود، ما كشف عن “فشل استخباري وتشغيلي مدوٍّ”، وفق محللين إسرائيليين.
غضب إسرائيلي
أحدث الكمين صدمة واسعة في الأوساط العسكرية والسياسية داخل إسرائيل، وظهر ذلك في التغطية الإعلامية العبرية، التي وصفت المشاهد بـ”المخزية”.
وعلى صعيد متصل، قال ضابط كبير في جيش الاحتلال: “التوثيق لا يضفي احتراما على الجيش، ما حدث يمثل انهيارا في مفهوم الحماية والتأمين”.
بينما طالب مراسل القناة 14 نوعم أمير بإقالة قائد فرقة 36 فورًا، مضيفًا: “دم الجنود ليس مستباحًا، وما جرى هو تسيب وإهمال فاضح”.
في الوقت نفسه، كشفت صفحة يانون يتاح العبرية عن شهادة جنود قاتلوا بمدرعة البوما التي انفجرت على سلسلة طويلة من الأعطال في سيارة بوما. حيث قالوا: “نقضي وقتًا أطول في معالجة الأعطال بدلًا من القتال. هذه المدرعة لا تحمينا، نحن مكشوفون. قد يأتي مسلح ويضع قنبلة يدوية أو عبوة ناسفة داخلها” .
ووفقًا لروايات للجنود، فأن المدرعة لا تحتوي على “واقي بطن، ولا منظومة معطف الريح، والغطاء لا يعمل”
القيادة تحت الضغط
لم تتأخر ردود الفعل السياسية، حيث نقلت القناة 12 العبرية عن ثلاثة وزراء في حكومة الاحتلال قولهم إن “ما نفعله في غزة لا يحقق أي نتائج”.
وأضاف أحدهم: “إما أن نفعل شيئًا آخر على المستوى العسكري كما وعدنا، أو نسعى لغاية سياسية واتفاق واضح”.
ومن جهة أخرى، انتقدوا اعتماد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستمر على خطة “ويتكوف” التي “لم تحقق الأمن ولا الردع”، بحسب قولهم.
وصرح زعيم حزب “شاس” الديني، أرييه درعي، أن “ما يجري في غزة قد يقربنا من صفقة حول الأسرى، أو اتفاق أشمل لإنهاء الحرب”، في إشارة إلى إمكانية دفع المفاوضات قُدمًا بعد فشل الخيار العسكري.

ضربات متكررة وتوثيق يُربك الجيش
وكانت كتائب القسام قد نشرت قبل أيام توثيقًا لمقاتلين يقتربون من ناقلة إسرائيلية دون أن يتم الاشتباك معهم، بل إن القوات الإسرائيلية انسحبت دون مواجهة، رغم محاولة المقاومين فتح أبواب الناقلة.
وكشفت القناة 13 العبرية أن أحد كبار قادة الألوية في الجيش كان داخل تلك الناقلة حينها، وأصيب اثنان من مرافقيه في الاشتباك.
في غضون ذلك، ربط بعض قادة الاحتياط في جيش الاحتلال الكارثة بـ”الفراغ القيادي في جهاز الشاباك”. حيث دعا اللواء احتياط إيفي إيتام المحكمة العليا إلى “إزالة العوائق القانونية وتعيين رئيس دائم للجهاز فورًا”. محذرًا من أن “الفوضى الاستخبارية تُكلف حياة الجنود”.
كتائب القسَّام تنشر:
سلسلة عمليات حجارة داود!
يا ربِّ سدِّدْ رميهم،
وثبِّتْ أقدامهم،
واربِطْ على قلوبهم! 💚 pic.twitter.com/fLVLUR9xNK— أدهم شرقاوي (@adhamsharkawi) June 24, 2025