
تعمل تل أبيب على توسيع اتفاقات إبراهام (التطبيع مع الاحتلال) عبر مزاعم بتحويل الجولان المحتل إلى “حديقة للسلام”. وتشير التقارير العبرية إلى أن ذلك يأتي دون حسم نهائي لمسألة السيادة.
وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن تل أبيب تعمل على توسيع نطاق “اتفاقات إبراهام“. تشمل دولا عربية جديدة، في مقدمتها سوريا ولبنان. وشدد على أهمية الحفاظ على “الاحتياجات الأمنية لإسرائيل” في أي اتفاق مستقبلي.
وقال إن إسرائيل ترغب في علاقات دبلوماسية متوازنة وجيدة مع جميع جيرانها. كما شدد على أن مرتفعات الجولان ستبقى جزءًا من إسرائيل، ولن تكون محل تفاوض في أي اتفاق سلام.
إعلام عبري عن موقف دمشق
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مسؤولين إسرائيليين شكوكهم بشأن مدى استعداد الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، للموافقة على اتفاق لا يتضمن انسحاب إسرائيل من الجولان. وأوضح المسؤولون أن دمشق تعتبر هذا الانسحاب شرطًا أساسيًا لأي تسوية سلمية.
وذكرت الصحيفة أن واشنطن أبلغت بالمحادثات الجارية، التي لا تقتصر على الترتيبات الأمنية. حيث تشمل ترتيبات سياسية أوسع، في وقت باتت ملامح اتفاق محتمل بين دمشق وتل أبيب قبل نهاية عام 2025 أكثر وضوحًا.
ضغوط أمريكية
من جهتها، أفادت مصادر سورية أن محادثات مكثفة بضغط أمريكي للتوصل إلى تسوية. حيث تعمل واشنطن على بلورة اتفاق لا يشمل الانسحاب من الجولان بشكل مباشر. ويتضمن ترتيبات أمنية على طول الحدود، واعترافًا سوريًا بإنهاء حالة الحرب.
وفي هذا السياق، كشف ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز أنه تلقى اتصالات من دول عربية تسعى للانضمام إلى “اتفاقيات إبراهيم”. وأشار إلى رفع العقوبات عن سوريا “لمنحها فرصة”، بناءً على طلب دول حليفة في المنطقة.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، سيتوجه إلى واشنطن. ويبحث خلال الزيارة توسيع “اتفاقاات إبراهام”، ويرجح أن تكون حاسمة في الدفع بالمفاوضات إلى مراحل متقدمة.
“حديقة سلام” في الجولان؟
وفي خطوة مثيرة للجدل، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصدر سوري أن الاتفاق المرتقب. ينص على انسحاب تدريجي من المناطق المحتلة بعد توغلها في المنطقة العازلة بتاريخ ديسمبر 2024، ويشمل قمة جبل الشيخ.
وأضاف المصدر أن مرتفعات الجولان قد تتحول إلى “حديقة للسلام”، من دون حسم نهائي لمسألة السيادة، في إشارة إلى إمكانية التوصل لصيغة رمادية تتيح تجاوز الخلاف التاريخي بشأن الأرض.
الشرع: لا سلام دون وقف الغارات
وأعلن الرئيس السوري أحمد الشرع سعي بلاده إلى وقف الغارات الإسرائيلية المتكررة على مناطق جنوب سوريا، تحديدًا محافظة القنيطرة، من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين.
وأكد الشرع خلال لقائه بوجهاء وأعيان القنيطرة والجولان، أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن وقف الاعتداءات الإسرائيلية، وضمان سيادة سوريا على أراضيها.
الواقع الميداني
كانت إسرائيل قد ضمت نحو 1200 كيلومتر مربع من مرتفعات الجولان بعد احتلالها في حرب عام 1967، ولم تحظى هذه الخطوة باعتراف دولي سوى من الولايات المتحدة في عهد ترامب.
وكثفت إسرائيل منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد نهاية عام 2024، غاراتها الجوية على مواقع عسكرية سورية. كما توغلت في مناطق جديدة ضمن الجنوب السوري، وسط صمت دولي ومخاوف من تصعيد جديد حال فشل التوصل إلى سلام.