أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن بلاده لن تدخل في أي مفاوضات تتعلق بمصير مرتفعات الجولان في إطار اتفاق سلام مستقبلي مع سوريا، مشددًا على أنها ستظل تحت السيادة الإسرائيلية.
وقال ساعر خلال مؤتمر صحفي مشترك في تل أبيب مع وزيرة الخارجية النمساوية بيات ماينل رايزنجر، اليوم الاثنين، إن إسرائيل منفتحة على توسيع دائرة السلام مع الدول العربية ضمن “اتفاقيات إبراهام”، مضيفًا: “نرحب بإقامة علاقات متوازنة وجيدة مع جميع جيراننا، بما فيهم سوريا ولبنان، لكن مع مراعاة احتياجاتنا الأمنية”.
وأضاف بلهجة حاسمة: “لن نتفاوض على الجولان. هذا الملف مغلق تمامًا في أي اتفاق سلام مع سوريا”.
مؤشرات على تغير الموقف السوري
وتأتي تصريحات ساعر بعد إشارات متزايدة إلى وجود قنوات تواصل غير مباشرة بين إسرائيل والنظام السوري الجديد بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، الذي صرّح في مايو الماضي بوجود اتصالات عبر وسطاء تهدف إلى “احتواء التوترات الأمنية وتجنب انهيار المنطقة”، حسب تعبيره.
وفي السياق ذاته، صرح المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، أن الرئيس السوري الجديد “يبدو مختلفًا عن سابقيه”، معتبرًا أن تطبيع العلاقات بين سوريا ولبنان من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، “لم يعد مستبعدًا”، خاصة ضمن إطار أوسع لعملية سلام إقليمي.
تراجع في التوتر وتحول أميركي لافت
وتزامنت هذه التطورات مع تراجع ملحوظ في الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، في أعقاب اجتماع جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، وهو لقاء وصف بأنه تحول جذري في السياسة الأميركية تجاه دمشق.
ويبدو أن هذا التغيير دفع إسرائيل إلى إعادة النظر في استراتيجيتها تجاه سوريا، في ظل ضغوط دولية متزايدة لدفع الأطراف نحو مسار سياسي جديد يعيد رسم خارطة العلاقات في الشرق الأوسط.
