
مع بادرة إنهاء الحرب بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، تبرز تساؤلات ملحّة حول تداعيات هذا الصراع على الحرب التي تدور رحاها في قطاع غزة منذ قرابة عامين، حيث اتجهت أنظار العالم خلال الفترة الماضية صوب الأراضي المحتلة، لتتوارى صور المجاعة والدمار في غزة، ليثور الجدل حول إمكانية أن المفاوضات الإيرانية طوق نجاة للقطاع يحرك مياهه الراكدة، أو يعيد ترتيب أولويات المجتمع الدولي على الأقل.
إذ يعتمد ذلك على موقف حماس الداخلي والموقف الدولي منها ومن مستقبلها، فقد أوضحت الدكتورة “سارة كيرة”- الباحثة فى الشئون الدولية- في تصريح لجريدة اليوم: “أنه منذ أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل الهجوم على أذرع ايران في المنطقة، ومنها حماس في غزة”.
بند في مفاوضات إيران
لفتت “كيرة”- في خضم تصريحاتها- إلى أن ذلك: “يعتمد على من يحكم غزة في المستقبل، ويتحمل مجهودات إعادة الإعمار، وأيضًا التنسيق الإيراني وتعاونها مع مصر”، وأشارت إلى: “أن ذلك سبب في مسارعة مصر لتقديم خطة إنقاذ غزة وإعادة إعمارها، وفتح أبواب الحوار مع الجانب الإيراني بما يضمن الحفاظ على القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين”.
وأضافت: “من هنا قد تكون غزة بند هام للغاية في أي مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن يبقى السؤال عن مستقبل الحكم في غزة ومستقبل حل الدولتين، وإن كانت إيران ستتخلى عن غزة حال توصلها لاتفاق مرضي لها مع الجانب الأمريكي، أم تكون القضية الفلسطينية نقطة محورية وأساسية في المفاوضات بين الجانبين”.
الاهتمام الدولي بغزة
يقول الدكتور “حسن مرهج”- الباحث الفلسطيني في تصريحاته لجريدة اليوم: إن الحرب الإيرانية الإسرائيلية لم تكن طوق نجاة لغزة، وعلى العكس أدى التصعيد الإسرائيلي الإيراني إلى تراجع الاهتمام الدولي بمعاناة القطاع، وأعطى إسرائيل فرصة للهروب من الضغوط الدولية بشأن الحرب على غزة، حيث باتت الأنظار مركزة على المواجهة مع إيران بدلًا من الكارثة الإنسانية في غزة”.
وأكد: “أن لا يوجد ما يؤكد أن طاولة المفاوضات المقبلة بين الثلاثي إيران وإسرائيل والولايات المتحدة سيؤدي فعلاً إلى وقف الحرب أو تحسين الوضع الإنساني بشكل سريع”.
الملف النووي الإيراني
فيما يتعلق بإيران، قال “مرهج”: أنها “ترفض ربط ملفاتها الإقليمية لاسيما غزة، بمفاوضاتها مع الغرب أو إسرائيل، وتصر أن أي مفاوضات حالية تتركز على الملف النووي والدفاع، وليس غزة أو الملفات الأخرى، وعليه لا توجد مؤشرات قوية لوضع إيران غزة ورقة تفاوض رئيسية في أي محادثات قادمة”.
وفي المقابل “يمكن القول بأن التصعيد بين إيران وإسرائيل فتح نافذة جديدة لتحريك ملف غزة، ولكن بعيداً عن إيران، بمعنى أن إسرائيل بدأت تدعو لتسريع مفاوضات الهدنة في القطاع، بالتزامن مع التصعيد ضد إيران، لكن الدافع الأساسي إما للمناورة السياسية أو لتخفيف الضغط على جبهتها مع إيران وليس بدافع إنساني حقيقي تجاه غزة”- حسب “مرهج”.
وأضاف: “تشارك إيران بشكل غير مباشر أو محدود في بعض المفاوضات حول غزة خاصة ملف الرهائن، لكن موقفها الرسمي يرفض ربط ملفات غزة أو غيرها بأي تفاوض مع الغرب أو إسرائيل قبل وقف الهجمات عليها”.
وبعبارة أخرى: التصعيد حرّك المياه الراكدة، لكنه حتى الآن لم يغيّر مواقف الأطراف بشكل جذري، وكل طرف يستخدم الملف ورقة ضغط وليس أولوية إنسانية.
2 تعليقات