مصر ضيف شرف في معرض فنزويلا الدولي للكتاب
احتفالا بمرور 75 عامًا على العلاقات الرسمية بين القاهرة وكاراكاس

تقرير: أحمد فؤاد عثمان
في احتفال يعكس عمق العلاقات بين الشعوب وأهمية الحوار الثقافي بين الحضارات، حلّت مصر ضيف شرف على الدورة الحادية والعشرين من معرض فنزويلا الدولي للكتاب، وذلك بمناسبة مرور خمسة وسبعين عامًا على بدء العلاقات الرسمية بين القاهرة وكاراكاس.
هذه العلاقة، التي تُعد من أقدم العلاقات العربية اللاتينية، تحولت إلى نموذج للدبلوماسية الثقافية الناضجة، التي تكمل مسيرة الدبلوماسية السياسية وتبني جسورًا راسخة من التقارب والتفاهم بين الشعوب.
حضور مميز للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
تميّز الجناح المصري في المعرض بعرض مجموعة رفيعة من إصدارات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التي نالت اهتمامًا خاصًا من الزوار والمهتمين بالفكر الديني والثقافي الوسطي.
هذه الإصدارات لم تكن مجرد مؤلفات أكاديمية، بل حملت بين طياتها رسالة مصر الفكرية والحضارية إلى شعوب أمريكا اللاتينية، مؤكدة أهمية نشر صحيح الدين، ومبادئ التسامح والاعتدال، وقيم العيش المشترك.
مبعوث الأوقاف يلقي كلمة جامعة
وفي لفتة ذات رمزية كبيرة، ألقى الشيخ سمير فوزي عبد الله سلامة، مبعوث وزارة الأوقاف المصرية إلى المركز الإسلامي الفنزويلي بكاراكاس، كلمة في المعرض عن الإسلام والثقافة ودورهما في مكافحة العنف وبناء المجتمعات.
أوضح في كلمته أن استضافة مصر كضيف شرف تمثل خطوة مهمة نحو بداية مرحلة جديدة من الحوار الثقافي البنّاء بين مصر وفنزويلا، مشيرًا إلى أن الفكر الإسلامي الوسطي يحمل رسالة سلام ومحبة، تتجاوز الحدود الجغرافية والدينية.
الإسلام دعوة للتعارف والتسامح
أكد مبعوث الأوقاف أن الإسلام ليس دينًا للانعزال أو الصراع، بل هو دين التفاهم والتعارف والاحترام المتبادل، مستشهدًا بالآية القرآنية: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”، مبرزًا عمق هذه الدعوة القرآنية التي تتجاوز الزمان والمكان، وتحمل رؤية إنسانية تدعو إلى احتضان الآخر لا إقصائه، وإلى بناء الإنسان لا تحطيمه.
إشادة بالدور الثقافي والدعوي لمصر
في كلمته، وجّه الشيخ سمير تحية تقدير إلى الدولة المصرية، وإلى وزارة الأوقاف على دورها الريادي في تصدير الفكر الوسطي إلى العالم، سواء عبر المبعوثين أو من خلال جهود النشر والترجمة التي يتولاها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
كما ثمّن الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الثقافة المصرية والهيئة العامة للكتاب في إعداد الجناح المصري وتنظيم المشاركة بشكل مشرّف يليق بتاريخ مصر وحضارتها.
العلاقات المصرية الفنزويلية نموذج يُحتذى به
أشار مبعوث الأوقاف إلى أن العلاقات بين مصر وفنزويلا لطالما قامت على أسس متينة من التعاون المشترك، والاحترام المتبادل، والتكامل في المجالات الثقافية والتعليمية والدينية، وأن هذه المناسبة تأتي لتؤكد على أن العلاقات بين الشعوب لا تقاس فقط بالمصالح السياسية، بل بالأواصر الثقافية التي تدوم وتؤسس للتفاهم العميق.
دعاء مشترك من قلب كاراكاس
وفي ختام كلمته، توجّه الشيخ سمير بالدعاء بأن يديم الله على شعبي مصر وفنزويلا نعمة الأمن والسلام والتقدم، موجّهًا تحية خاصة إلى رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، وإلى الشعب الفنزويلي الكريم، وإلى كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الثقافي المهم الذي جمع الشرق بالغرب، والإسلام بالحوار، ومصر بالعالم.
لقد كانت مصر في معرض كاراكاس رسالة لا تُقرأ فقط في الكتب، بل تُحس في العقول والقلوب.