📢 أعلن على موقع اليوم الإخباري الآن – واجهتك المثالية للوصول إلى آلاف الزوار يوميًا 🔥 تواصل عبر واتساب +20 100 244 0441   |   أعلن الآن
تقارير-و-تحقيقات

مبعوثو الأزهر يدينون زيارة مزعومة لأئمة أوروبيين إلى الكيان الصهيوني: خيانة تحت ستار الحوار

تقرير:مصطفى علي

في وقتٍ تتصاعد فيه مشاهد الإبادة والدمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أثارت زيارة مفاجئة لمجموعة ممن وصفوا أنفسهم بـ”الأئمة الأوروبيين” إلى الكيان الصهيوني موجة عارمة من الغضب في الأوساط الإسلامية والعربية، لا سيّما بين العلماء والدعاة الملتزمين بقضايا الأمة. وقد جاءت الزيارة تحت عناوين “التعايش” و”الحوار بين الأديان”، في محاولة مكشوفة لتجميل وجه الاحتلال وإظهاره كطرف منفتح يسعى للسلام.

غير أن هذه الزيارة التي خُطط لها بعناية ضمن سياقات التطبيع الثقافي والديني، قوبلت بإدانات صاخبة، أبرزها ما صدر عن مبعوثي الأزهر الشريف في أوروبا الذين اعتبروا هذه الخطوة “خيانة سافرة” وانحيازًا فاضحًا إلى صفوف الظلم والعدوان، مؤكدين أن من شاركوا فيها لا يمتّون بصلة لا إلى الإسلام ولا إلى أئمة أوروبا الشرفاء الذين وقفوا -ولا يزالون- في صف المقاومة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة.

إدانة صريحة وموقف أخلاقي ثابت من مبعوثي الأزهر

في بيان شديد اللهجة، عبّر مبعوثو الأزهر الشريف، المنتشرون في دول أوروبية عدّة، عن إدانتهم القاطعة للزيارة، مؤكدين أن مجرد اللقاء مع رموز الكيان المحتل، تحت أية ذرائع كانت، يمثل سقوطًا مدويًا في مستنقع الخيانة، وتواطؤًا مفضوحًا مع آلة القتل التي لم تجف بعد من دماء الأبرياء في غزة والضفة الغربية.

وجاء في البيان:

“إن ما قام به هؤلاء المدّعون هو طعنٌ في خاصرة الأمة، وتطبيع مرفوض مع مغتصب ما زال يرتكب الجرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ، ويقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها وإن إلباس هذه الزيارة لبوس الحوار والتسامح لا يغيّر من حقيقتها شيئًا، بل يجعلها أكثر خيانةً لأنها تحاول أن تُلبِس الجريمة ثوب الفضيلة”.

تزييف للوعي وتواطؤ مع الاحتلال الإعلامي

أكد البيان أن هذه الزيارة تُستخدم في الآلة الإعلامية للكيان المحتل لتزييف وعي الرأي العام العالمي، وإظهار إسرائيل بمظهر المنفتح والمتحضّر، في حين أن الوقائع اليومية تكشف عن مشروع إبادة منظمة لشعب بأكمله.

وأشار المبعوثون إلى أن هذه الزيارات المشبوهة تمثّل غطاءً ناعمًا لجرائم الاحتلال، وتُسوّق للعالم صورة كاذبة تزعم أن الكيان الصهيوني يسعى للتعايش، في حين أن الواقع يكشف عن اعتداء مستمر على المقدسات، وتهجير ممنهج، وتوسيع للاستيطان، وقتل للمدنيين العزل.

رسالة للمسلمين في الغرب: لا تنخدعوا بالأقنعة المزيفة

في فقرة قوية من البيان، وجّه مبعوثو الأزهر رسالة مباشرة إلى المسلمين في أوروبا وسائر بقاع الأرض، قالوا فيها:

“نهيب بجالياتنا المسلمة في الغرب أن تتحرّى عن من يتحدث باسمها، وأن لا تنخدع بالأقنعة الدينية التي ترتديها بعض الأصوات المأجورة ليس كل من ارتدى عباءة الإمام كان حاملًا لرسالة الإسلام، وليس كل من رفع شعار التسامح كان صادقًا في نواياه فهناك من يتخذ من الدين سلمًا للوصول إلى أغراض سياسية رخيصة، ويبيع قضايا الأمة مقابل مكاسب شخصية أو أجندات خارجية”.

إرث الأزهر وضميره الحيّ في مواجهة موجات التطبيع

أكد مبعوثو الأزهر أن موقفهم الرافض للتطبيع وللزيارات المشبوهة يستند إلى ثوابت الأزهر التاريخية والشرعية، باعتباره المؤسسة العلمية والدعوية الأقدم والأكثر تأثيرًا في العالم الإسلامي وأن رسالتهم في أوروبا ليست دعوية فحسب، بل رسالة وعي ومقاومة للتزييف، وحفاظ على ضمير الأمة الحيّ في زمن تُشترى فيه الأصوات وتُباع المبادئ.

وأضاف البيان:

“لقد علّمنا الأزهر أن الوقوف في صف الحق ليس خيارًا، بل واجب. وأن المهادنة مع الظالم هي خيانة لمبادئ الدين وأن من يبرّر للمحتل جرائمه، أو يزيّن وجهه القبيح، قد خان الله ورسوله والمؤمنين”.

دعوة لاستنهاض الهمم وتحصين العقول

دعا مبعوثو الأزهر المؤسسات الإسلامية في أوروبا، من مراكز ومساجد واتحادات أئمة، إلى تحصين الأجيال من موجات الغزو الفكري والتضليل الإعلامي، وإلى التصدي الصريح لمحاولات اختراق المجتمعات المسلمة عبر شخصيات مزيفة تحمل أسماء عربية أو مسلمة لكنها تتحدث بلسان المحتل.

وطالبوا بضرورة محاسبة المتواطئين مع مشاريع التطبيع الديني والثقافي، وعدم السماح باستخدام المنابر الدينية في تمرير الخطابات المشبوهة، أو تبرير اللقاءات مع الاحتلال تحت دعاوى “العيش المشترك”.

القضية الفلسطينية باقية في ضمير الأمة رغم حملات التزييف

اختتم مبعوثو الأزهر بيانهم بتأكيدهم القاطع على أن القضية الفلسطينية ستظل حيّة في ضمير الأمة الإسلامية، مهما تواطأ المتواطئون، ومهما اشتدت حملات التطبيع والتضليل وقالوا إن الحق لا يُمحى بمؤتمرات السلام الزائفة، ولا تُطفأ نوره بيانات مدفوعة الأجر.

وأضافوا:

“إن التاريخ لا ينسى. سيسجل المواقف المشرفة كما يسجل الخزي وإن مبعوثي الأزهر سيظلون على العهد، لا يساومون على الحق، ولا يتاجرون باسم الدين، ولن يُسكتهم ترغيب أو ترهيب”.

الأزهر في مواجهة التطبيع

لقد برز صوت مبعوثي الأزهر في أوروبا كخط دفاع متقدم ضد موجات التطبيع الديني الثقافي، الذي يُراد تمريره ببطء وبمكر شديد، عبر أدوات ناعمة وأقنعة دينية وفي زمن صار فيه الموقف الرمادي هو الأسلم، برز هؤلاء المبعوثون ليقولوا كلمة الحق عالية، وليضعوا خطًا فاصلًا بين الدعوة الحقيقية والانبطاح السياسي، بين الإمام الصادق والعميل المزوّر.

وفي معركة الوعي التي تخوضها الأمة اليوم، فإن بيانات كتلك التي صدرت عن مبعوثي الأزهر، ليست فقط تصويبًا لمسار، بل حائط صدّ في وجه محاولات تغريب الوعي الإسلامي وتزييف أولويات الأمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights