
أجرت الحوار- مرثا مرجان:
يبقى «الأفيش» هو الرسالة الاولى، وأقوى أداة لجذب الجمهور قبل أن تُعرض أول لقطة من الأعمال الفنية، وعبر العقود لم يصبح «الأفيش» قاصرًا على الأعمال السينمائية ولكنه امتد إلى الدراما، وشهد الأفيش تطورًا كبيرًا فى أساليبه الفنية وتقنياته البصرية، فانتقل من اللوحات المرسومة يدويًا إلى التصاميم الرقمية، ومن التعبير الرمزي إلى التلميحات الجريئة.
خلف هذا الفن الذي يخطف عيون الجمهور فنان يمتلك حسًا بصريًا عاليًا، وقدرة على تلخيص روح العمل فى صورة واحدة.
جريدة «اليوم» التقت مصمم الأفيشات المبدع «يوسف عادل»، الذى قدّم بصمته المميزة فى العديد من الأعمال السينمائية والدرامية منها مسلسل «الكابتن»، «أشغال شاقة جدا»، «مكتوب عليا» وأفلام سينمائية ناجحة منها «الدادة دودى»، «كازبلانكا»، «عمر وسلمى»، «قلب أمه»، «الحريفة» و«البدلة»، وغيرها من الأعمال الهامة، نتحدث معه عن كواليس التصميم، وكيف يرى تطور الأفيش فى ظل التكنولوجيا وتغير ذوق الجمهور.
كيف دخلت عالم تصميم الأفيشات؟
بدأ شغفي بالتصميم خلال فترة دراستى الجامعية، حيث كنت أصمّم بوسترات لأصدقائي فى أعياد ميلادهم على طريقة أفيشات الأفلام العالمية، ومع الوقت تطورت هذه الهواية لتتحول إلى عمل حقيقى، وبدأت أقدّم بوسترات مخصصة لمناسبات مختلفة مثل حفلات التخرج والأفراح.
كنت أقوم بتصوير الأشخاص وتصميم أفيشات لهم وكأنهم أبطال أفلام، حتى أصبحت هذه الفكرة جزءًا من عملى الاحترافى، وكنت من أوائل من قدموا هذا النوع من التصاميم فى مصر.
ما المراحل التى يمر بها تصميم الأفيش؟
تبدأ العملية بجلسات عمل تجمعنى مع المخرج وشركة الإنتاج، حيث نتبادل الأفكار بعد قراءتى لسيناريو العمل سواء كان فيلمًا أو مسلسلًا، ثم أرسم مجموعة من الإسكيتشات المقترحة، وبناءً عليها يتم تحديد يوم التصوير وتجهيز كل ما يتعلق به من ملابس وإكسسوارات وديكورات لتجسيد الرؤية المتفق عليها.
هل تعتمد على الإلهام أم على دراسة السيناريو؟
العمل يعتمد على مزيج بين الإلهام والقراءة المتأنية للسيناريو، بالإضافة إلى دراسة سابقة لأعمال مشابهة، مما يساعد فى بناء تصور بصرى مناسب.
هل يتدخل النجوم فى تصميم الأفيشات؟
أحيانًا يكون لأبطال العمل رؤية محددة يتشاركونها معنا، ونناقش مدى إمكانية تنفيذها، إذا كانت تخدم الفكرة العامة وتُسهم فى إيصال الرسالة، فلا مانع من تبنيها.
كيف تتعامل مع اختلاف الرؤى بينك وبين المخرج أو المنتج؟
تكون الكلمة الأخيرة عادةً للمنتج باعتبار الجوانب التسويقية، ومع ذلك، أحرص دائمًا على حفظ القيمة الفنية، ومحاولة إيجاد توازن يضمن خروج التصميم بشكل يخدم العمل ككل.
هل أصبحت برامج الذكاء الاصطناعى جزءًا من المنافسة فى عملية التصميم؟
بالعكس، أرى أن برامج الذكاء الاصطناعي أضافة فى عملية التصميم، تساعد فى ابتكار أفكار جديدة وتسهل الكثير من خطوات التنفيذ، وخلق أفكار إبداعية.
ما الذى يميز الأفيش الناجح ويجعله عالقًا فى ذهن الجمهور؟
بساطة الفكرة وأبطال العمل هما العاملان الأساسيان فى نجاح الأفيش، إذا تم تنفيذ التصميم برؤية صحيحة.
هل يمكن أن يؤثر الأفيش على قرار المشاهد بمتابعة العمل؟
بالتأكيد الأفيش والإعلان الترويجى هما أول ما يربط الجمهور بالعمل، تصميم الأفيش يعد أحد العوامل الرئيسية التى تُحدد مدى إقبال المشاهد على العمل.
ما أكبر تحدٍ واجهته أثناء تصميم أحد الأفيشات؟
كلما زاد عدد الأبطال المشاركين فى العمل، زادت صعوبة تنفيذ الأفيش، خاصةً مع ضرورة مراعاة ترتيب الأسماء والأحجام، بما يتناسب مع أهمية كل دور، إلى جانب الحفاظ على الجانب البصرى والتسويقى فى نفس الوقت، وهى معادلة صعبة.
ما هو الأفيش الأقرب إلى قلبك؟
قدمت أكثر من 600 عمل، وأفتخر بالعديد منها، لكن من أبرز الأفيشات التى أعتز بها «الملك لير»، «هروب اضطرارى»، «بعد الموقعة»، «كازابلانكا»، «الحريفة»، «أهل الكهف»، «جعفر العمدة»، «سفاح الجيزة»، «غرفة 207» وغيرها.
هل هناك أفيش تتمنى إعادة تصميمه؟
حلمت بتصميم أفيش لفيلم «الإرهاب والكباب»، لأنه من الأفلام التى أحبها بشدة، وأتمنى لو أُتيحت لى الفرصة لتقديم رؤيتى الخاصة لهذا العمل المتميز لأنى من عشاق أفلام شريف عرفة.
ما الفرق بين تصميم أفيش لفيلم وآخر لمسلسل أو منصة رقمية؟
حاليًا لا توجد فروق جوهرية، فالخطوات واحدة تقريبًا، لكن الاختلاف يكون فى كيفية توظيف الفكرة بصريًا وتسويقيًا وفق طبيعة كل عمل والجمهور المستهدف.
كيف تواكب ذوق الجمهور وتتنبأ بما يجذب انتباهه؟
يميل الجمهور دائمًا إلى البساطة والوضوح، والتصميم الناجح هو الذى يوصل فكرته بسرعة دون تعقيد، وزاد ذلك مع سرعة إيقاع الحياة، الأمر الذى فرض علينا مواكبة طبيعة المشاهد.
ما أحدث أعمالك؟
آخر أعمالى فى دراما رمضان 2025، كانت «أشغال شقة جدًا» بطولة هشام ماجد، «الكابتن» بطولة أكرم حسنى، وأقوم حاليًا بالتحضير لأفيشات موسم الصيف «درويش» من بطولة عمرو يوسف، «برشامة» لـ هشام ماجد، «ابن النادى» بطولة أحمد فهمى.
دخلت مؤخرًا عالم الغناء، حدّثنا عن هذه التجربة؟
الغناء كان حلمًا قديمًا منذ أيام الجامعة، حيث كنت أشارك فى حفلات مع صديقي وأخي الأكبر الفنان تامر حسنى، ومع تراكم الخبرات، قررت خوض التجربة بجدية.
أنتجت وأخرجت أول أغنية وفيديو كليب لى، بمشاركة مجموعة صغيرة من أصدقائى المتخصصين فى التصوير والمونتاج، وهى خطوة أولى أستعد بها للانطلاق بشكل احترافى فى هذا المجال خلال الفترة المقبلة.