مجمع البحوث الإسلامية يختتم أعمال ملتقى “الشباب وتحديات العصر”

كتب:مصطفى على
شهد مركز الأزهر للمؤتمرات مساء اليوم ختام فعاليات ملتقى “الشباب وتحديات العصر”، الذي نظمه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس الشباب المصري للتنمية، في إطار جهودهما المشتركة لبحث القضايا الفكرية والاجتماعية والنفسية التي تمس الشباب بشكل مباشر، واستشراف سبل التصدي للمخاطر المحيطة بهم.
الملتقى الذي استمر على مدار يومين، عُقِد بحضور رفيع من قيادات الأزهر ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني، تقدَّمهم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، وفضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والسفيرة سامية بيبرس، الأمين العام لمجلس الشباب المصري، والدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس الأمناء، إضافة إلى لفيف من العلماء والباحثين والخبراء في مجالات الفكر والدعوة والصحة النفسية، ومشاركة فعالة من شباب الجامعات والمعاهد.
تحديات الشباب في مرمى البحث والتحليل
الملتقى يناقش الانحراف السلوكي والغزو الثقافي وقضايا الأسرة والصحة النفسية
استعرض الملتقى أربع محاور رئيسية شكّلت قضايا جوهرية في حياة الشباب المعاصر:
1. الانحرافات السلوكية وطرق معالجتها
2. الغزو الثقافي وآثاره على الهوية والانتماء
3. قضايا المرأة والأسرة بوصفهما ركيزة المجتمع
4. الصحة النفسية وتأثيرها في توازن الشباب واستقرارهم
وتخللت جلسات الملتقى مداخلات علمية وعروض تحليلية ركزت على بناء وعي نقدي رصين لدى الشباب، مع ضرورة الدمج بين الانفتاح على العالم والاستمساك بالثوابت الدينية والثقافية.
توصيات ختامية: حماية الهُوية واستثمار الطاقات
البيان الختامي يدعو لخطاب إعلامي مسؤول وتفعيل دور الأسرة والقدوة
خرج الملتقى في ختامه بمجموعة من التوصيات المهمة التي شكّلت معالم واضحة لرؤية المؤسسات الدينية والتعليمية تجاه الشباب، كان من أبرزها:
الحفاظ على الهُوية الثقافية والدينية والوطنية كحائط صد في مواجهة محاولات التشكيك والتغريب.
استثمار طاقات الشباب عبر تقديم فرص تعليمية ومهنية تلائم قدراتهم وميولهم.
تبني خطاب إعلامي رصين يعزز قيم الانتماء والاستقرار، ويُعيد القدوة إلى الواجهة.
ترسيخ دور الأسرة باعتبارها الحصن الأول لهوية الشباب، والعمل على دمجها في برامج التوعية والمشاركة التربوية.
إدراج الصحة النفسية ضمن أولويات الأنشطة الشبابية، وتعزيز حضور الأخصائيين النفسيين في المدارس والجامعات والمعاهد.
تنظيم مسابقات فكرية وتربوية لتعزيز الوعي النقدي ومهارات التفكير التحليلي.
الدعوة إلى عقد الملتقى بصفة دورية، لضمان استمرارية التفاعل مع قضايا الشباب المتجددة.
كلمات الجلسة الافتتاحية: الشباب رهان المستقبل
قادة الأزهر يؤكدون: لا نهضة دون شباب واعٍ بهويته ومتمسك بقيمه
في الجلسة الافتتاحية، أكد المتحدثون أن الشباب هم أمل الأمة وصنّاع نهضتها، ووجهوا رسائل قوية بضرورة تحكيم العقل، والتمسك بالهوية الإسلامية والوطنية، والتمييز بين الانفتاح المطلوب والانصهار المرفوض.
ودعا المشاركون إلى تبنّي المؤسسات التعليمية والدينية لأدوار أكثر فاعلية في احتواء الشباب، والاقتراب منهم بلغة العصر ومفاهيمهم الخاصة، محذرين من مخاطر الفكر الهدّام والدعوات المضللة التي تستهدف العقل والوجدان.
منابر فكرية متعددة ومحاضرات نوعية
خبراء من الأزهر ومجلس الشباب ومجالات علم النفس والاجتماع يرسمون خريطة الحماية الفكرية
شهد الملتقى تنوعًا كبيرًا في المحاضرات والندوات، حيث قدم علماء الأزهر وممثلو مجلس الشباب المصري إلى جانب أساتذة الجامعات وخبراء علم النفس والاجتماع، رؤى علمية وتربوية شاملة تساعد على تحليل الواقع الشبابي من زوايا متعددة، ووضع حلول عملية قابلة للتطبيق.
وتطرقت الكلمات إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، وضعف الوعي الجمعي، وغياب القدوة في بعض النماذج الإعلامية، مؤكدين على أهمية إعادة بناء المحتوى الموجّه للشباب ليخاطب العقل ويحتضن الوجدان.
دعوة للاستمرارية والتفاعل المجتمعي
التوصية بتكرار الملتقى بصفة دورية وتعميق الشراكات مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني
أوصى المشاركون في ختام الملتقى بضرورة الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات التفاعلية التي تجمع بين الشباب وأهل الفكر والخبرة، والعمل على توسيع قاعدة المشاركة لتشمل مزيدًا من الشباب من مختلف المحافظات، وتعزيز التعاون مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة بالشباب والتعليم والثقافة.
وأكدوا أن الملتقى نجح في طرح قضايا حيوية بجرأة وموضوعية، ووضع الأطر الفكرية والتربوية التي تساعد في مواجهة تحديات العصر بمنهجية رشيدة قائمة على التوازن، والوعي، والانتماء، والفاعلية.