كتب:مصطفى على
شهد جناح الأزهر الشريف في الدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب توافدًا كثيفًا من الزوار، لا سيما من الأطفال وأسرهم، الذين تفاعلوا مع الفعاليات والأنشطة المقدمة ضمن مبادرة “أنا الراقي بأخلاقي” وقد أعدّ قطاع المعاهد الأزهرية برنامجًا توعويًا متكاملًا جمع بين الترفيه والتربية، بهدف غرس القيم الأخلاقية والوطنية في نفوس النشء بأسلوب تفاعلي هادف.
عروض مسرحية تربوية تغرس القيم الصحية والنظافة في عقول الصغار
ومن أبرز الفعاليات التي لاقت تفاعلًا كبيرًا بين الأطفال، العروض المسرحية التعليمية التي قُدّمت بلغة بسيطة وسيناريوهات مشوقة تلائم مدارك الأطفال، وكان من بينها مسرحية “أسناني الجميلة” التي سلّطت الضوء على أهمية العناية بصحة الفم والأسنان، ومسرحية “أنا أحب النظافة” التي شددت على السلوكيات اليومية المرتبطة بالنظافة الشخصية والمجتمعية.
اعتمدت العروض على أسلوب التفاعل المباشر مع الأطفال، من خلال طرح الأسئلة، وتقديم مشاهد تمثيلية يشارك فيها الصغار، مما عزّز الفهم والإدراك للقيم المطروحة، وترك أثرًا إيجابيًا في نفوسهم.
مشاركة فعّالة من معهد سموحة النموذجي.. مواهب الطفولة تتألق
برزت مشاركة معهد سموحة النموذجي الابتدائي وروضة اللغات في فعاليات الجناح، حيث أبدعت الأخصائيات التربويات في تقديم عروض تعليمية ممتعة شملت الإلقاء التعبيري والعروض الفنية، في إطار تربوي هادف، يعزز من قدرات الطفل على التعبير والتفاعل.
وظهر الأطفال وهم يؤدون مشاهد مسرحية قصيرة بأداء متميز، ما يعكس نجاح المعهد في تنمية المهارات اللغوية والفنية لدى طلابه كما تميزت تلك الأنشطة بكونها تحمل رسائل تربوية راقية، مستمدة من القيم الإسلامية والإنسانية.
ورش فنية تعرّف الأطفال على الفنون الفرعونية وربطهم بهويتهم الحضارية
قدّم معهد فتيات سيدي بشر من خلال جناح الأزهر ورشًا فنية تعليمية تمحورت حول تعليم أساسيات الرسم والتصميم الفني، وتوظيف خامات البيئة في إنتاج أعمال فنية مستوحاة من الفن الفرعوني.
وركّزت الورش على إحياء الرموز الحضارية المصرية، وتعريف الأطفال بتاريخ بلادهم بأسلوب مشوّق، ربط بين الفن والتاريخ، وساهم في تعزيز الانتماء الوطني والهوية الثقافية لدى المشاركين كما شجعت الورش الأطفال على إطلاق العنان لخيالهم، وتنمية مهاراتهم اليدوية والبصرية.
الأزهر يؤكد التزامه المجتمعي بتنشئة الأجيال على القيم والهوية
تأتي هذه الأنشطة في إطار الجهود المستمرة التي يبذلها الأزهر الشريف في سبيل ترسيخ دوره المجتمعي، لا سيما في قطاع التعليم والتنشئة الأخلاقية للأطفال ومن خلال مبادرات مبتكرة مثل “أنا الراقي بأخلاقي”، يسعى الأزهر إلى بناء جيل واعٍ، مزوّد بالقيم التربوية، ومنفتح على المعرفة والإبداع في بيئة آمنة وممتعة.
وتعكس هذه المشاركات حرص الأزهر على مواكبة الأساليب الحديثة في التعليم والتثقيف، من خلال الدمج بين الترفيه والتوجيه التربوي، بما يتوافق مع احتياجات الأطفال في العصر الحديث، ويعزز من تفاعلهم مع المبادئ والقيم الإسلامية بصورة محببة.
تعليم تفاعلي يعيد صياغة دور المؤسسة الدينية في بناء الوعي
إن تجربة جناح الأزهر في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب هذا العام تُعدّ نموذجًا حيًّا لما يمكن أن تقدمه المؤسسات الدينية من إسهامات مؤثرة في المجتمع من خلال التعليم التفاعلي فالأزهر لم يقتصر دوره على الإرشاد أو الفتوى، بل أصبح فاعلًا في تشكيل الوعي الطفولي، وصناعة الذاكرة الأخلاقية والثقافية للنشء.
