وزير الأوقاف: جريمة هانوفر تفضح خطورة العنصرية وتعيد إلى الأذهان مأساة مروة الشربيني

كتب: مصطفى على
أدان الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الجريمة المروعة التي راحت ضحيتها الطالبة الجزائرية رحمة عياط بمدينة هانوفر الألمانية، مؤكدًا أن ما حدث يُعد انتهاكًا صارخًا للقيم الدينية والإنسانية، واعتداءً بشعًا على إنسانة آمنة لا ذنب لها سوى أنها تنتمي إلى خلفية دينية وثقافية مختلفة.
وقال الوزير إن الاعتداء على الآمنين وترويع الأبرياء، بغض النظر عن دينهم أو معتقدهم، هو جريمة نكراء وخروج على كل ما جاءت به الأديان السماوية من دعوات لحفظ النفس، وترسيخ قيم التسامح والعدل، وبناء جسور التعايش بين بني البشر.
تحذير من خطر العنصرية وتفشي الكراهية
وفي تصريحاته، شدد الدكتور الأزهري على أن هذه الجريمة العنصرية الخطيرة تُعيد إلى الأذهان حادثة اغتيال الصيدلانية المصرية مروة الشربيني عام 2009 داخل محكمة بمدينة دريسدن، عندما طُعنت على مرأى من القضاة والحضور، أمام زوجها وطفلها، فقط لأنها محجبة، في واقعة هزّت الضمير الإنساني العالمي.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن تكرار هذه الحوادث يكشف عن خطورة تمدد الفكر العنصري، الذي ينمو في بيئات تتغذى على خطاب الكراهية والتحريض، محذرًا من التهاون في التعامل مع هذه الجرائم التي لا تهدد الأفراد فحسب، بل تهدد استقرار المجتمعات ووحدة الشعوب.
دعوة لتشريعات حاسمة ومبادرات فكرية
وفي إطار المواجهة المطلوبة، دعا الدكتور أسامة الأزهري إلى تضافر الجهود الدولية، والعمل على اجتثاث الفكر المتطرف من جذوره، مؤكدًا ضرورة سن تشريعات دولية صارمة تُجرِّم العنصرية والكراهية، وتعاقب مرتكبيها بحزم.
كما شدد على أهمية دعم المبادرات الهادفة إلى نشر ثقافة السلام والتعايش، وترسيخ مفاهيم الأخوة الإنسانية، بما يسهم في تكوين وعي عالمي ينبذ التفرقة ويؤمن بقيم الإنسانية الجامعة.
عزاء للجزائر والعالم.. وموقف ثابت لوزارة الأوقاف
وفي لفتة إنسانية، أعرب وزير الأوقاف عن خالص عزائه لأسرة الطالبة رحمة عياط، ولجميع المسالمين حول العالم، داعيًا الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.
وأكد الأزهري أن وزارة الأوقاف المصرية ثابتة على موقفها في دعم ثقافة الاحترام المتبادل، وتعمل على تعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلى التسامح والتعايش، ويحذر من التطرف والتعصب والانغلاق.
وزارة الأوقاف: معًا لعالم أكثر إنسانية
واختتم الدكتور الأزهري تصريحه بالتأكيد على أن هذه الحوادث المؤلمة ينبغي أن تكون ناقوس خطر يدق في أروقة المؤسسات الدولية، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية في مواجهة الفكر العنصري المتطرف، وبناء عالم يسوده العدل والرحمة والكرامة الإنسانية.
وجددت وزارة الأوقاف المصرية دعوتها لجميع الأطراف الفاعلة إلى العمل الجاد لنشر ثقافة السلام والتفاهم بين الشعوب، وتكثيف الجهود لبناء مجتمعات خالية من الكراهية، تقوم على الاحترام، والتسامح، وقبول الآخر، باعتبار هذه القيم هي الضامن الوحيد لاستمرار الحضارة الإنسانية.