مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: إسرائيل تستخدم الدروز للسيطرة على سوريا

ما الدافع القوي وراء هرولة إسرائيل في الدفاع عن الدروز في سوريا؟ وما قصة الدروز؟ ومتى نشأت هذه الطائفة؟

الدروز طائفة ظهرت في عهد الحكم بأمر الله بن العزيز بالله الفاطمي، والذى تولى الحكم في عام 996م، خلفًا لوالده العزيز بالله، والحاكم بأمر الله كان شيعيًا من الفرقة الإسماعيلية، أما الدروز فهم من الفرق التي ولدت من رحم الفرقة الإسماعيلية؛ تلك الفرقة التي تلقت تعاليمها من الدولة الفارسية الماجوسية، هذا كما رأت بعض الآراء.

وأحاط الدروز بالحاكم بأمر الله واستغلوا صغر سنه، حيث إنه قد تولى الحكم، وعمره لا يتجاوز الـ11 عامًا، فقاموا بتأليهه وكانوا يسجدون له كما يفعل الشيعة مع الحسين الآن، مما يبين مدى الترابط الوطيد بين الشيعة والدروز واليهود، والتقارب المذهبي بينهم، فالدروز يؤمنون بأن الحاكم بأمر الله هو تجسيد إلهي ومظهر من مظاهر الله في الأرض، وقال عنه “مُرضخاي” ذلك الرجل اليهودي، أن الحاكم بأمر الله هو مظهر من مظاهر تناسخ الله، وكانوا يؤمنون به على هذا الأساس.

ولقد ظهر المذهب الدرزي على يد محمد إسماعيل الدرزي، ولقبوا أنفسهم بالموحدين عام 1017م، ووشوا إلى الحاكم بأمر الله بأنه لا بد من السيطرة على الحكم، وإظهار القوة والبأس لمنع أي مؤامرة ضده، فقام بتجنيد الكثير من الجواسيس والمخبرين لكبح أي مكيدة ضده قبل أن تظهر، ومن جهة أخرى قام بتطوير البنى التحتيىة والزراعة، والقيام بعمل الموانئ حتى أصبحت مصر مركزًا تجاريًا مهمًا في ذلك الحين، وذلك ليكون مناسبًا لعمل الإله وبه يكسب ود الشعب.

هذا التقارب العجيب في الفكر يجعلنا لا نتعجب بما قامت به إسرائيل، حين شنت غاراتها الجوية، واستهدفت فيها مبنى رئاسة الأركان السورية، نصرة للدروز في السويداء ذات الأغلبية، رغبة منها في بسط سيطرة الدروز على سوريا، وهذا هدف استارتيجي لها، لِما هو آت بعد ذلك في رحلة الشرق الأوسط الجديد، ومحاولة نفير الدروز بعد ذلك في لبنان، ومصر، رغبة منهم في السيطرة على مصر، حيث تُمثل لهم الجائزة الكبرى، وذلك بعد السيطرة على جميع الدول العربية، رغبة منهم في تعدي لعنة الثمانين عامًا التي ما تعدتهما الدولتان اليهوديتان من قبل، وسيكون نفس المصير دولتهم الثالثة أيضًا التي أقيمت على أرض فلسطين المحتلة عام 1948م، والتي ستنتهي في نهاية عام 2027م، فمن كان يظن أن إسرائيل تفعل ما تفعله دون دراسة ودون تنفيذ تعاليم كتبهم يكون واهمًا، فهم يملكون وسائل الإعلام التي يروجون فيها عن هذا، ولقد رأينا طرق شيطنة حماس ونعتها بالإرهاب، مع أنها تدافع عن أرض يُحاول اليهود احتلالها كسابقيها من الأراضي الفلسطينية.

وهناك محاولات حثيثة من قِبل إسرائيل لإنهاء أي تواجد عسكري سوري قرب حدودها، إن كان هناك وجود من الأساس للقوات السورية، والتي قد نهى عليها بشار الأسد، ولو كانت موجودة، لمنعت استهداف إسرائيل لمقر هيئة الأركان وسط دمشق، وضرب دبابات سوريا، وهذا اللغط مقصود للدخول في تفاوض، ويتم نزع السلاح السوري وإعطاء الفرصة للدروز في زيادة تسليحهم، وذلك بتقديم العون من إسرائيل وبدعم من الطائفة الدرزية في إسرائيل، والذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.

قد تكون هناك أهداف إسرائيلية أكبر من المعلن عنها، وهي حماية الأقلية الدرزية، مثل محاولة الضغط على سوريا لضمها إلى اتفاقية إبراهيم وفق شروط إسرائيلية، وانشغال سوريا عن مطالبة إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي قامت باحتلالها بعد سقوط حكم نظام بشار، وأن يبقى جبل الشيخ تحت سيطرتها، بالإضافة إلى المواقع العديدة التي تحت يديها في سوريا.

رغم التوافق الكبير في المذاهب بين الدروز وإسرائيل، حتى ولو كان شكليًا فقط، إلا أن اليهود لا عهد لهم، ودائمًا ما يستغلون مثل هذه النزاعات لتأجيج الصراع، والوصول إلى تحقيق مخططاتهم عن طريق هذه الصراعات، لذلك فإنه ليس من صالح الدروز ما يحدث، ويجب عليهم أن يعارضوا التدخل الإسرائيلي في سوريا، هذا إن أرادوا البقاء في سلام مع السوريين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أتعجب من وضع الأقليات التي تسعى إلى زعزعة أمن البلد التي تعيش فيها .. رغم أن موقفهم هذا ضد مصلحتهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights