محافظ قنا يتفقد ورش الحرف التراثية بنقادة استعدادًا لمهرجان الفنون والحرف المقبل

قنا – بهاء عمران
في إطار حرصها على إحياء الحرف التراثية وتعزيز دورها في التنمية المستدامة، أجرى الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، جولة ميدانية موسعة بمدينة نقادة، تفقد خلالها ورشتي الفِركة والفخار، وذلك ضمن الاستعدادات الجارية لانطلاق مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية المقرر إقامته في نوفمبر المقبل.
خلال الجولة، تابع المحافظ مراحل صناعة نسيج “الفِركة” اليدوي الشهير بكوم الضبع، والذي يُعد من أقدم الفنون التي تشتهر بها نقادة.
التقى المحافظ بالحرفيين واستمع إلى شرح مفصل حول تقنيات النسيج باستخدام الأنوال التقليدية، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على هذا الفن الذي يمثل رمزًا للهوية الثقافية للمحافظة.
كما زار المحافظ ورشة الفخار بقرية أولاد علي، واطلع على مراحل التصنيع اليدوي، وناقش مع القائمين على الورشة سبل تطوير جودة الإنتاج، مشددًا على أن هذه الصناعات تمثل كنزًا تراثيًا يجب الحفاظ عليه وتطويره بما يتماشى مع متطلبات السوق المحلي والدولي.
صرح محافظ قنا بأن المحافظة تعمل وفق رؤية تنموية متكاملة تهدف إلى استثمار المقومات التراثية والثقافية والطبيعية لخلق مسارات سياحية جديدة تدعم الاقتصاد المحلي وتوفر فرص عمل حقيقية.
وأوضح أن السياحة الريفية والحرفية والدينية تُعد ركائز أساسية لتعزيز هوية قنا وتميزها على خارطة السياحة المصرية.
وأضاف عبد الحليم أن نقادة تُعد نموذجًا حيًا لتكامل مقومات السياحة، بفضل ما تضمه من حرف تراثية كصناعة الفِركة والفخار، ومزارات دينية عريقة مثل أديَرة الأنبا بسنتاؤس ودير مارجرجس للراهبات، فضلًا عن طابعها الريفي الأصيل.
وأشار إلى أن هذه المقومات تجعلها مؤهلة لتكون محطة رئيسية ضمن برنامج سياحي شامل يُبرز خصوصية قنا وعمقها الحضاري.
وأكد المحافظ أن المحافظة تسعى من خلال خطة طموحة إلى ترسيخ مفهوم السياحة المستدامة، التي لا تقتصر على الترويج للمكان فحسب، بل تشمل أيضًا تمكين أبناء المجتمع المحلي وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في هذه المنظومة، من خلال دعم الحرفيين وتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للزوار.
واختتم المحافظ تصريحه بالتأكيد على أن قنا ليست فقط بوابة الجنوب، بل هي بوابة إلى تاريخ حي وثقافة متجددة، مشددًا على الالتزام بتحويل هذا الزخم التراثي إلى قوة اقتصادية وسياحية حقيقية تليق بتاريخ المحافظة وتسهم في رسم مستقبل أفضل لأبنائها.
تأتي هذه الجهود ضمن رؤية أوسع لدمج الصناعات التراثية ضمن رؤية المحافظة للتنمية السياحية لتصبح نموذجًا في صعيد مصر، وتحويل الحرف اليدوية إلى مورد اقتصادي مستدام يعكس تفرد المجتمع المحلي وثراءه الثقافي.