تقارير-و-تحقيقات

ماذا تقول إذا شعرت بحرارة الشمس؟ سنة نبوية منسية

تقرير : أحمد فؤاد عثمان 

في عزِّ لهيب الصيف، حين تضجُّ الشوارع بالحرارة، وتتأوَّه الأرواح من شدة القيظ، ينسى كثيرون أن في هذا الحر رسالة ربانية وتذكرة خفية. فليس الحر مجرد طقس قاسٍ نواجهه، بل هو باب من أبواب التأمل، وفرصة روحية للمؤمنين.

دعاء يُطفئ لهب جهنم

في هذا السياق، جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:

«إذا كان يومٌ حارٌّ ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض، فإذا قال العبد: لا إله إلا الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله – عز وجل – لجهنم: إن عبدًا من عبادي استجارني منك، وإني أشهدك أني قد أجرته».
(رواه البيهقي)

حديثٌ عظيم يفتح لنا باب رجاء لا يُغلق، ويُرينا كيف أن ذكر الله في شدة الحرّ قد يكون سببًا في الوقاية من حرٍّ أشدّ، هو حرُّ جهنم.

الحرُّ في الدنيا.. تذكرة وعِظة

الحرُّ الذي نعانيه في الدنيا ليس سوى تذكرة بسيطة بحرّ الآخرة. يقول العلماء: إن شدّة الحر والبرد في الدنيا من أنفاس جهنم، مصداقًا لما رواه النبي ﷺ في الحديث الصحيح:

«اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي بعضًا، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحرّ من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم».

من هنا نفهم أن الحر ليس مجرد حالة مناخية، بل هو صوتٌ خفي من الآخرة ينادينا أن اتقوا الله، واستعيذوا به من النار.

الذكر والدعاء.. نجاة من لهيب الآخرة

ما أرحم الله بعباده! يجعل لهم من كل موقف صعب بابًا للنجاة، ومن كل لحظة ألم فرصة للتوبة. فمجرد ترديدك لهذا الدعاء في يومٍ حار:
“لا إله إلا الله، ما أشد حر هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم”
هو سبب في أن يشهد الله لجهنم أنك استجرت به، فيؤجرك منها.

رسالة وزارة الأوقاف

في ضوء هذا الحديث الشريف، تحث وزارة الأوقاف المصرية جميع المسلمين على تفعيل روح الذكر والدعاء في حياتهم اليومية، خاصة في مثل هذه الأيام الحارة.

فالدين ليس مجرد عباداتٍ جامدة، بل هو تواصل دائم مع الله في كل لحظة من لحظات الحياة.

خاتمة: بين حرارة الشمس ولهيب الآخرة

في كل قطرة عرق تنزل من جبينك، وفي كل أنّة تصدرها من شدة الحر، تذكّر أن لله في ذلك حكمة. اجعل من دعائك بابًا للنجاة، ومن حرارة الصيف محرّكًا لليقظة. فإن كنت لا تطيق هذا الحر المؤقت، فكيف ستطيق حرًّا لا ينطفئ؟

فاستعن بالله، وردّد الدعاء، وكن من الذين إذا اشتدّ الحرّ، رفعوا أكفَّهم وقالوا:
“اللهم أجرني من حرّ جهنم.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights