«جريمة بلا دماء» كيف استدرج الأب ابنته وأجبرها على الغرق لشكه في سلوكها بشبرا؟

في واحدة من أبشع الجرائم التي اختلطت فيها مشاعر الأبوة بالشرف المزعوم، اهتزّت منطقة مسطرد بشبرا الخيمة على وقع جريمة هزّت القلوب والعقول معًا، ذلك بعدما استدرج أب ابنته الطالبة إلى ترعة الإسماعيلية، وأجبرها على الغرق بدم بارد، فقط لأنه شك في سلوكها
_شكوك مسمومة تقود إلى جريمة مأساوية:
بدأت الواقعة عندما لاحظ الأب، “عماد.س.أ”، 42 عامًا وهو عامل بسيط في إحدى الورش، تغيّر سلوك ابنته “شهد” التي لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، طالبة بالمرحلة الثانوية، تحمل أحلامًا بسيطة لكن لم تتسع لها الحياة بعد ..
تسلّل الشك إلى قلب الأب، فبدأ يراقب هاتفها المحمول، يفتش في رسائلها، يربط بين مواعيد خروجها واتصالاتها، حتى وصل إلى قناعة في رأسه فقط بأنها “خرجت عن الطريق الصحيح”.
وهنا لم يعد مكان للعقل أو الرحمة .. فجأة تحوّل الأب إلى جلاد، وانهال على ابنته ضربًا حتى كادت تفقد وعيها، لم تكن الضربات وحدها هي العقاب، بل كان في عقلة جحيمٌ أكبر، وهو الخلاص منها بأي طريقة .. فقرر تنفيذ حكمه الخاص بلا محاكمة، فاستدرجها إلى ترعة الإسماعيلية، وهنا كانت الكارثة!
وقف بها أمام المياه، ثم أشار إليها بأن تقفز دون تردد .. توسّلت، بكت، ركعت، لكنه لم يتزحزح شيئًا عن قراره، وبين بكائها وخوفها، أُجبرت شهد على أن تلقي بنفسها في الترعة، وتغرق وغرق معها كل شيء..
الترعة لفظت الجثة وكشفت الجريمة:
“انزلي وموتي .. ريّحيني وريحينا” كانت هذه آخر كلمات سمعَتها “شهد” من والدها قبل أن تختفي تحت الماء، بينما هو وقف يراقب المشهد دون أن يرمش له جفن، ثم عاد إلى منزله وكأن شيئًا لم يكن، يظن أن الجريمة ستذوب في مياه الترعة كما ذابت دموع ابنته.
تفاصيل البلاغ:
تلقى المقدم مصطفى دياب، رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، بلاغ بوجود جثة طافية على مياة الترعة، وعلى الفور تحرّك مع فريق من البحث الجنائي تحت إشراف اللواء محمد السيد، مدير المباحث الجنائية بالقليوبية، وتم انتشال الجثة، وتعرفوا على هويتها، وهنا تبدأ خيوط الجريمة في التشابك والانكشاف.
اعترافات الأب بقتل أبنته:
التحريات كشفت أن الأب كان آخر من شوهد بصحبة الفتاة، وتم استدعاؤه، وبمواجهته انهار، واعترف بتفاصيل ما جرى، مؤكدًا أنه قتل ابنته “بدافع الشرف” لأنه شك في سلوكها ورسائل هاتفها.
وقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات، وصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة.