في يوم واحد.. باحث أزهري ينال الامتياز ورضيعه يجري عملية قلب

كتب- مصطفى كمال
في أحد أروقة جامعة الأزهر العريقة، وقف الباحث أحمد محمد عبد العظيم، المعيد بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين، يناقش أطروحته لنيل درجة الماجستير، بينما قلبه معلّق على بعد أكثر من 800 كيلومتر، حيث يرقد طفله الرضيع الذي لم يتجاوز أسبوعه الأول على سرير العمليات في مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان.
وحاء رسالته تحت عنوان: “الجانب العقدي عند أبي العباس أحمد بن مبارك السجلماسي المتوفى سنة ( 1156هـ) – دراسة تحليلية”، لكن عنوان اللحظة كان أعمق بكثير صراع بين قلبين، أحدهما ينبض بالعلم، والآخر بالحياة.
بين الأزهر وصعيد مصر ملحمة علمية وإنسانية في يوم واحد
لم يكن ذلك اليوم مجرد موعد أكاديمي، بل محطة فارقة في حياة الأب والباحث، فبينما كان يعتلي منصة المناقشة، ويستعرض أمام لجنة موقرة خلاصة جهده العلمي، كان هناك طبيب آخر يجاهد لينقذ حياة صغيره في صرح طبي إنساني عظيم هو مركز الدكتور مجدي يعقوب.
المفارقة التي جسدت التوازن بين العقل والعاطفة، تجلت في قدرة الباحث على التماسك، وتقديم عرض علمي رصين رغم اضطراب المشاعر.
نال الباحث إشادة اللجنة التي ضمت الدكتور محمد يسري جعفر (مشرفًا)، والدكتور عواد محمود (مناقشًا داخليًا)، والدكتورة عزة سيد عزوز (مناقشًا خارجيًا)، وخرج من القاعة محمّلًا بدرجة علمية جديدة، وأمل كبير في أن يخرج ابنه أيضا من غرفة العمليات معافى.
قصة أحمد عبد العظيم ليست مجرد شهادة جامعية جديدة تضاف إلى رصيد جامعة الأزهر، بل هي حكاية إنسانية عن الإصرار والتضحية، وعن علم يُولد في الأزهر، وحياة تولد في صعيد مصر، بفضل أطباء آمنوا بالعلم كرسالة إنسانية.