أخبار

الأزهر يناقش الأخوّة والإيثار دعامةً للاستقرار المجتمعي

كتب:مصطفى على

في إطار سلسلة الفعاليات الدعوية التي ينظمها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، تشهد أروقة الجامع الأزهر، مساء اليوم عقب صلاة المغرب، انعقاد الندوة الثالثة ضمن الأسبوع الدعوي التاسع، والتي تأتي بعنوان: “الأخوَّة والإيثار من دعائم الاستقرار المجتمعي” وتأتي هذه الندوة برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

وتُعقد الندوة في سياق جهود الأزهر المتواصلة لتجديد الخطاب الديني، وإعادة بناء الوعي المجتمعي على أسس من القيم الإسلامية الراسخة التي تؤصل للرحمة والتكافل، وتعزز من اللحمة الوطنية والسلم الاجتماعي.

محاور فكرية عميقة حول الأخلاق والتكافل في ضوء القرآن والسنة

يشارك في الندوة كوكبة من كبار علماء الأزهر، على رأسهم الأستاذ الدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية أصول الدين الأسبق، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشؤون الدعوة، والدكتور صلاح السيد، مدير عام مناطق الدعوة والإعلام الديني بالمجمع.

وتتناول الندوة عدة محاور مهمة تركز على إحياء معاني الرحمة والإيثار في ضوء نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث يتناول المحاضرون كيف تبدأ الرحمة من الفرد في بيئته الصغيرة، كأسرته وجيرانه، لتتوسع تدريجيًا حتى تشمل المجتمع بأكمله، بما في ذلك غير المسلمين، في تجسيد حي لرسالة الإسلام العالمية التي تتجاوز الحدود العرقية والدينية.

الإيثار كقيمة إنسانية تسهم في تقليص الفجوات الاجتماعية

ومن بين أبرز الموضوعات التي ستُطرح في الندوة، بيان كيف تسهم قيم الإيثار والتراحم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، من خلال تفعيل أدوات شرعية كـ الزكاة والصدقات والوقف، وتأكيد أهمية التكافل الأسري في تعزيز الأمان النفسي والاجتماعي داخل المجتمع المسلم.

ويستعرض المحاضرون أثر تلك القيم في تقليص الفوارق الاجتماعية، وتحقيق التوازن الاقتصادي بين مختلف طبقات المجتمع، مما يؤدي إلى تحصين المجتمع من مشاعر التهميش والاحتقان، ويُسهم في بناء وطن متماسك يقف على دعائم من العدل والرحمة.

ويأتي انعقاد هذه الندوة ضمن فعاليات الأسبوع الدعوي التاسع، الذي يحمل هذا العام شعار: “القيم الإسلامية حصن الأوطان ونبض الاستقرار”، وهو الأسبوع الذي يواصل أنشطته حتى يوم الخميس المقبل داخل الجامع الأزهر، بمشاركة واسعة من العلماء والدعاة والمفكرين.

وتهدف هذه الفعاليات إلى ترسيخ القيم الإسلامية في نفوس الشباب والنشء، والتأكيد على دور الأزهر الشريف باعتباره منارة للوسطية والاعتدال، وحاملًا لرسالة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

وتعكس الندوة، ومعها باقي ندوات الأسبوع الدعوي، حرص الأزهر الشريف على الحضور الفاعل في المشهد الفكري والاجتماعي، وتعزيز التواصل بين العلماء والجمهور، وتقديم خطاب ديني متوازن يراعي تطورات العصر، دون تفريط في ثوابت الشريعة.

كما تؤكد هذه الفعاليات على أهمية إشراك المؤسسة الدينية في بناء استقرار المجتمعات، لا من خلال الوعظ فقط، بل عبر التأصيل لقيم اجتماعية واقتصادية وروحية تعيد التوازن للمنظومة المجتمعية في زمن يعج بالتحديات والانقسامات.

دعوة مفتوحة لجمهور المصلين والمثقفين

وقد وجه مجمع البحوث الإسلامية الدعوة إلى عموم المواطنين، وخاصة طلاب العلم والمهتمين بالشأن الدعوي والفكري، لحضور فعاليات الأسبوع الدعوي، والاستفادة من أطروحات العلماء في القضايا المعاصرة التي تمس الحياة اليومية للمجتمع المصري والعربي.

وتُعد هذه الندوات فرصة حقيقية لإعادة إحياء روح المسجد كمكان للعلم والتربية والتواصل المجتمعي، بما يعيد له دوره التاريخي في صناعة الوعي وبناء الحضارات.

الأخوّة والإيثار: من مقاصد الشريعة إلى حاجات العصر

إن تسليط الضوء على موضوع مثل “الأخوّة والإيثار” في صحن الجامع الأزهر ليس بالأمر العابر، بل هو تجديد للرباط الذي يصل بين تعاليم الإسلام واحتياجات الواقع، بين مقاصد الشريعة ومتطلبات الاستقرار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights