مساجد لها تاريخ.. قبلة الزائرين ومهوى القلوب “مسجد السيدة زينب بالقاهرة”

تقرير : أحمد فؤاد عثمان

في جولة خاصة، تأخذكم “اليوم” إلى واحد من أعرق مساجد مصر وأكثرها روحانية، مسجد السيدة زينب، قبلة الزائرين ومهوى القلوب في قلب العاصمة.

هنا تتعانق صفحات التاريخ مع نفحات الإيمان، ليبقى المسجد شاهدًا على مكانة آل بيت النبي ﷺ في وجدان المصريين.

أم العواجز.. الحاضنة للقلوب المتعبة
تُلقب السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب، وحفيدة النبي محمد ﷺ، بـ”أم العواجز” لما عُرف عنها من رحمة وعطف على الفقراء والمحتاجين.

ويرتبط المسجد بحياة السيدة زينب التي حملت مشعل الصبر والثبات بعد واقعة كربلاء، لتصبح رمزًا للتضحية والإيمان.

تاريخ المسجد وتطوراته عبر العصور
يرجع تاريخ أقدم بناء للمسجد إلى العصر الفاطمي، لكن مع مرور القرون تعاقبت عمليات التجديد والتوسعة.

كان التجديد الأول في عهد عبد الرحمن كتخدا عام 1547م، بينما جاء التجديد الأكبر في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1895م، وفي العصر الحديث تولت وزارة الأوقاف المصرية عمليات ترميم شاملة للحفاظ على طابع المسجد الأصيل.

الطراز المعماري وروح الجمال
يجمع المسجد بين الطراز الفاطمي والمملوكي والعثماني، وتعلوه قبة خضراء أنيقة، ويزين محرابه الرخام المزخرف والنقوش القرآنية البديعة، فيما تمنح ساحته الرحبة أجواءً مثالية للصلاة والتأمل.

المقام الشريف.. مزار الأرواح
يضم المسجد ضريح السيدة زينب، الذي ظل قرونًا مقصدًا للتبرك والدعاء، وواحدًا من أعظم المزارات الإسلامية في مصر، حيث يلتقي الزائرون من مختلف الأقطار.

دور اجتماعي وثقافي متجدد
بجانب دوره الديني، يحتضن المسجد حلقات علم ودروس فقه، ويُحيي سنويًا مولد السيدة زينب الذي يحوله إلى مهرجان روحي ضخم يجمع بين الذكر والمديح الصوفي.

رمز الحي وعنوانه الأبرز
حي السيدة زينب حيث الأسواق والمقاهي والمطاعم الشعبية، يشكل مع المسجد لوحة متكاملة تعكس عبق القاهرة القديمة وروحها الدافئة.

خاتمة
في سلسلة “مساجد لها تاريخ” يبقى مسجد السيدة زينب شاهدًا على مزيج فريد من الإيمان والجمال، وملاذًا للقلوب الباحثة عن السكينة، وواحدًا من أعظم رموز القاهرة الروحية.

لمتابعة المزيد من تقارير سلسلة “مساجد لها تاريخ” زوروا:

“مساجد لها تاريخ”.. و”اليوم” تحيي سيرة مسجد السيدة سكينة في سلسلتها المميزة