انفجارات تضرب مدنًا أوكرانية وروسيا تعلن إسقاط 26 مسيّرة

شهدت عدة مقاطعات أوكرانية، فجر اليوم الأربعاء، سلسلة انفجارات قوية أسفرت عن أضرار واسعة في مرافق البنية التحتية وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية تدمير عشرات الطائرات المسيّرة الأوكرانية خلال الليلة الماضية.
وأفاد رئيس الإدارة الإقليمية لمقاطعة سومي، أوليغ غريغوروف، بأن الانفجارات تسببت في أضرار بمنشآت خدمية وانقطاع للكهرباء، مؤكداً عبر قناته على “تليغرام” أن فرق الطوارئ باشرت عمليات الإصلاح. كما اندلع حريق في مؤسسة للطاقة بمقاطعة بولتافا نتيجة قصف استهدف مبناها الإداري وعدداً من السيارات والمعدات، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن بعض المنازل قبل أن تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة على النيران وإعادة التيار.
وفي مقاطعة دنيبروبتروفسك، أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع انفجارات جديدة، بينما أكدت صحيفة “سترانا” أن الهجمات الجوية استمرت طوال ساعات الليل.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 26 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق أجواء مقاطعات روسية عدة، بينها 15 في روستوف، و4 في أوريول، و3 في بيلغورود، إضافة إلى مسيرتين في كل من بريانسك وكورسك.
ويأتي هذا التصعيد فيما تراوح الجهود الدبلوماسية مكانها، إذ لم تسفر المحادثات المباشرة التي جرت بين موسكو وكييف مطلع العام الجاري في إسطنبول سوى عن اتفاقات محدودة في الملفات الإنسانية، مثل تبادل الأسرى والجثامين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد حاول إحياء المسار التفاوضي خلال أغسطس الماضي، عبر عقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا وأخرى مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين في واشنطن، غير أن تلك المساعي فشلت في تحقيق أي اختراق.
ولا تزال موسكو متمسكة بشروطها لوقف الحرب، وعلى رأسها تخلي كييف عن مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتنازل عن أراضٍ تعتبرها روسيا جزءًا من أمنها القومي، وهو ما ترفضه أوكرانيا رفضًا قاطعًا. وفي المقابل، يستبعد الكرملين أي لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي قبل التوصل إلى تفاهمات ملموسة على مستوى أدنى، مع رفضه عقد مفاوضات برعاية أوروبية بدعوى أن دول الاتحاد الأوروبي ليست “طرفًا محايدًا”.
يُشار إلى أن يوم الأحد الماضي صادف مرور ثلاثة أعوام ونصف العام على اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، وسط تصعيد عسكري متواصل وجمود في المسار السياسي.