رياضة

محمد يوسف.. منصب بلا روح في الأهلي

كتب: روماني شحاتة

من يتأمل المشهد في الأهلي اليوم، لا يحتاج إلى كثير من البحث ليكتشف أن منصب المدير الرياضي بلا تأثير، محمد يوسف حاضر بجسده، لكن غائب بروحه ورؤيته. والنتيجة.. فوضى وتصريحات متفرقة للاعبين على مواقع التواصل، في وقت يحتاج فيه النادي إلى الانضباط أكثر من أي وقت مضى.

هنا تبرز أهمية المنصب، المدير الرياضي ليس مجرد تابع للجهاز الفني، بل هو عقل استراتيجي يضع القواعد، يراقب السلوكيات، ويضمن أن المنظومة تتحرك في اتجاه واحد، في أوروبا، يُشبه هذا الدور وزير الخارجية: يفاوض، يخطط، يحمي صورة النادي، ويرتب البيت من الداخل.

وإذا عدنا إلى تجربة الأهلي مع سيد عبدالحفيظ كمدير للكرة في القلعة الحمراء نجد الفرق شاسعًا. في حقبته، كان الانضباط هو العنوان الأبرز. لم يكن هناك لاعب قادر على كسر القواعد أو الحديث خارج النص. كل صغيرة وكبيرة كانت تمر عبر مدير الكرة، الذي لم يتردد يومًا في اتخاذ قرارات حاسمة لحماية هيبة القميص الأحمر. عبدالحفيظ لم يكن مجرد موظف، بل كان “ظل الإدارة” داخل غرفة الملابس.

اليوم، يغيب هذا الدور والنتيجة واضحة: لاعبون يكتبون بحرية على منصاتهم، حالة ارتباك في أوقات الأزمات، وانعدام للضبط والربط. وهو ما يكشف أن المنظومة في أمسّ الحاجة لمدير رياضي قوي، يُعيد صياغة العلاقة بين اللاعبين والإدارة، ويمنح المدرب مظلة من الحماية والانضباط.

الحقيقة أن الأهلي لا يعيش أزمة فنية فقط بعد رحيل ريبيرو، بل يعيش أزمة إدارية في صميمها. الأزمة في غياب دور المدير الرياضي، المنصب الذي من دونه يصبح الفريق بلا بوصلة.

ويبقى السؤال: هل يكتفي الأهلي بصورة صامتة على الدكة، أم يبحث عن شخصية تُعيد للأذهان صرامة سيد عبدالحفيظ.. وتضع هيبة المنصب في مكانها الصحيح؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights