أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الأربعاء، أن دفاعاته الجوية، إلى جانب الدفاعات البولندية، شاركت في التصدي لمسيّرات روسية اخترقت المجال الجوي لبولندا، أثناء هجوم جوي واسع النطاق شنّته روسيا على الأراضي الأوكرانية.
وذكرت المتحدثة باسم الحلف، أليسون هارت، عبر منصة “إكس”، أن عدداً من المسيّرات دخل المجال الجوي البولندي خلال الليل، وتمت مواجهتها من قِبل الدفاعات الجوية البولندية وحلف الناتو.
وأضافت أن الأمين العام للحلف، مارك روته، يتواصل بشكل مباشر مع القيادة البولندية، مشيرة إلى أن “الناتو ينسّق عن كثب مع وارسو في هذا الإطار”.
وأوضحت هارت أن سفراء الدول الأعضاء في الحلف يعقدون اجتماعاً دورياً، من المقرر أن يناقش كيفية رد الناتو على هذا الانتهاك الجوي الروسي، الذي وصفته وارسو بأنه “عمل عدواني خطير”.
الاتحاد الأوروبي
وفي أول رد فعل أوروبي رسمي، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الانتهاك الروسي للأجواء البولندية “يبدو متعمداً”.
وقالت في منشور عبر “إكس”: “شهدنا الليلة الماضية في بولندا أخطر انتهاك للمجال الجوي الأوروبي من قِبل روسيا منذ بداية الحرب، وتظهر المؤشرات أن هذا عمل متعمد وليس مجرد حادث عرضي”.
هجوم واسع على أوكرانيا
من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا شنت هجوماً جوياً واسع النطاق استهدف 15 منطقة أوكرانية، باستخدام أكثر من 415 طائرة مسيّرة بأنواع متعددة، إلى جانب أكثر من 40 صاروخاً من طراز “كروز” و”باليستي”.
وأوضح زيلينسكي، في منشور على “إكس”، أن الهجوم أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين، مضيفا “تم إطلاق ما لا يقل عن 8 مسيّرات روسية باتجاه بولندا”، واصفاً ذلك بأنه “سابقة خطيرة للغاية لأوروبا”.
كما دعا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، قائلاً إن “تأخير العقوبات لا يؤدي إلا إلى زيادة شراسة الهجمات الروسية”.
تهديد مباشر لبولندا
وفي وارسو، أعلن رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أن المجال الجوي لبلاده تعرّض لانتهاك “بعدد ضخم من الطائرات المسيّرة الروسية”، بعضها شكّل “تهديداً مباشراً للأمن البولندي”.
وأكدت وزارة الدفاع البولندية أن القوات المسلحة، بالتعاون مع حلفائها في “الناتو”، تمكنت من إسقاط المسيّرات التي اخترقت الأجواء خلال ساعات الليل، في إطار ما وصفته بـ”الرد الحاسم على عمل عدواني روسي جديد”.
تصعيد غير مسبوق
يأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه روسيا تصعيد ضرباتها الجوية ضد أوكرانيا، وسط تحذيرات غربية متزايدة من امتداد الصراع إلى دول الجوار، خصوصاً تلك الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، مثل بولندا، التي كانت قد رفعت مستوى التأهب العسكري خلال الأشهر الماضية.
ويُعد اختراق الأجواء البولندية من قِبل مسيّرات روسية تطوراً بالغ الخطورة، يُنذر بإمكانية توسع رقعة الصراع شرق الأوروبي، ويفرض على الحلف الأطلسي مراجعة آليات الردع والدفاع الجماعي ضمن البند الخامس من ميثاقه، في حال تكررت مثل هذه الحوادث.
