الرئيسيةعرب-وعالم

نزوح داخلي خانق.. سكان غزة بين الركام وإسرائيل تضلل العالم

تقرير: سمر صفي الدين

تتصاعد حركة النزوح من مدينة غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي الكثيف الذي يستهدف الأحياء السكنية والبنية التحتية، في حين تروج إسرائيل لأرقام مضخمة تزعم نزوح ربع مليون شخص.

وتؤكد منظمة أطباء بلا حدود أن أكثر من مليون إنسان باتوا تحت أوامر إخلاء عاجلة، بينما يواجه المرضى والجرحى وكبار السن والحوامل استحالة الخروج من المدينة المحاصرة، ما يجعل مصيرهم أقرب إلى حكم بالإعدام.

وتوضح المنظمة أن الناجين من القصف يجدون أنفسهم أمام معاناة أشد، حيث يصلون إلى مناطق مكتظة في وسط وجنوب القطاع، تعجز عن استيعاب المزيد وتفتقر للمأوى والخدمات الأساسية.

كما تشدد على أن ما يحدث في غزة ليس مجرد كارثة إنسانية، بل عملية إبادة جماعية ممنهجة تستهدف السكان المدنيين بأسلحة مدمرة مصممة لساحات قتال مفتوحة.

أكاذيب الاحتلال المعلنة

ويعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر المتحدث باسمه أفيخاي أدرعي، أن أكثر من ربع مليون مدني غادروا مدينة غزة إلى مناطق أخرى “حفاظًا على سلامتهم”.

بالمقابل، الدفاع المدني الفلسطيني سرعان ما دحض هذه الرواية، مؤكدًا أن عدد النازحين إلى الجنوب لا يتجاوز 68 ألفًا فقط، بينما لا يزال عشرات الآلاف متشبثين بالبقاء رغم المخاطر.

ويصف الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل تلك المزاعم بأنها “ادعاءات كاذبة” تهدف إلى تبرير عمليات القصف والتهجير القسري.

وأوضح أن غالبية السكان لم يغادروا إلى الجنوب، بل يتحركون داخل أحياء المدينة بحثًا عن أماكن أقل استهدافًا.

شهادات من قلب المأساة

ويؤكد مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، أن النزوح يتركز في الغالب من شرق غزة إلى غربها نتيجة القصف العنيف. بينما لم يتمكن سوى عدد قليل من العائلات من الوصول إلى الجنوب المزدحم أصلًا.

ويضيف أن بعض النازحين عادوا إلى بيوتهم المدمرة بعدما فشلوا في العثور على مأوى أو خدمات أساسية. ليعيدوا نصب خيام مؤقتة وسط الركام.

ويشدد أبو سلمية على أن المواطنين باتوا يفتقرون لأي خيارات حقيقية. إذ لا توجد مناطق آمنة، ولا قدرة لمراكز الإيواء على استيعاب المزيد.

كما أكد أن إسرائيل تستهدف المدارس والمستشفيات والملاجئ. ما يدفع الناجين إلى العودة نحو مناطق القصف السابقة رغم الأخطار.

خطة للسيطرة بالقوة

ويعلن جيش الاحتلال صراحة رغبته في السيطرة على مدينة غزة، باعتبارها آخر معاقل حركة حماس. حيث ألقت طائراته منشورات تطلب من سكان الأحياء الغربية مغادرتها عبر شارع الرشيد.

لكن شهادات الدفاع المدني والمنظمات الإنسانية تفيد بأن حتى المناطق التي وُصفت بأنها “آمنة”، مثل المواصي جنوب القطاع. تتعرض لقصف مدفعي متكرر يمنع إقامة خيام جديدة أو استقبال مزيد من النازحين.

وفي ظل الحرب المستمرة، نزح أكثر من 80% من سكان غزة داخليًا منذ بدء التصعيد، وفق تقديرات أممية. بينما يعيش الباقون في ظروف كارثية تشمل نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، إضافة إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights