الرئيسيةعرب-وعالم

خطاب “سوبر إسبرطة”.. نتنياهو يطلق اجتياح غزة ويحفر بالقدس ويقر بعزلة إسرائيل

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الأولى بأن إسرائيل تعيش عزلة سياسية واقتصادية متنامية على خلفية حربها المستمرة في قطاع غزة.

وأكد نتنياهو في مؤتمر لوزارة المالية أن إسرائيل تواجه تهديدات مباشرة بعقوبات اقتصادية وضغوط دبلوماسية، مشيرًا إلى انخفاض الاستثمارات الأجنبية منذ الحرب مع إيران.

وأضاف أن إسرائيل قد تحرم قريبًا من فرص البحث والإنتاج الصناعي إذا استمرت الضغوط، داعيًا إلى تعزيز القدرات الذاتية لمواجهة هذه المرحلة العصيبة.

وأوضح أن “إسرائيل يجب أن تصبح أثينا وسوبر إسبرطة” في مواجهة هذا التحدي، معتبرًا أن الرد الأمثل يكمن في الاعتماد الذاتي والقدرة على الصمود الطويل.

لماذا إسبرطة؟

استحضار نتنياهو لإسبرطة أثار نقاشًا واسعًا، إذ تعرف هذه المدينة اليونانية القديمة كنموذج لانضباط عسكري صارم وقوة حربية هيمنت لقرون.

وقد نشأت إسبرطة في القرن التاسع قبل الميلاد وبلغت أوج قوتها في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، ثم تراجعت لاحقًا أمام صعود مقدونيا.

وتميز نظامها الاجتماعي بتقسيم واضح بين المحاربين والمزارعين والعبيد، بينما فرضت على الأطفال منذ سن السابعة تدريبات عسكرية قاسية عرفت بـ”الأغوجي”.

كما رسخت معركة ترموبيل عام 480 ق.م مكانة إسبرطة كرمز للتضحية والانضباط، حيث صمد ليونيداس و300 من محاربيه أمام جيش فارسي هائل.

نتنياهو وزوجته وروبيو يحفرون في نفق أسفل القدس للبحث عن الهيكل المزعوم

نتنياهو وزوجته وروبيو يحفرون في نفق أسفل القدس للبحث عن الهيكل المزعوم

نتنياهو وروبيو يحفرون نفق الأقصى

في سياق متصل، أثار نتنياهو جدلًا إضافيًا بعدما اصطحب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وزوجته سارة إلى القدس الشرقية لأداء صلاة توراتية أمام حائط البراق.

وتأتي هذه الصلاة في توقيت حساس، إذ يستخدمها نتنياهو تقليديًا قبل كل تصعيد عسكري، في محاولة لإضفاء بعد ديني على قراراته الميدانية.

وشارك نتنياهو وروبيو في حفل حفر رمزي أسفل بلدة سلوان، ضمن الأنفاق المتصلة بالمسجد الأقصى. بزعم البحث عن “الهيكل المزعوم”.

كما أن المشاركة الأمريكية في هذه الفعالية تحمل رسالة دعم كامل لإسرائيل. وتؤكد اصطفاف واشنطن خلف رواية الاحتلال بشأن “القدس الموحدة”.

اقرأ أيضًا:: روبيو يزور إسرائيل ويصلي مع نتنياهو عند حائط البراق

May be an image of 4 people

سوبر إسبرطة

يرى محللون أن نتنياهو يوظف خطاب “سوبر إسبرطة” لإعطاء بعد عسكري–إيديولوجي يبرر تصعيد الحرب. فيما يستخدم مشهد الصلاة عند حائط البراق والحفر مع روبيو لإضفاء غطاء ديني–سياسي يعكس الدعم الأمريكي الكامل.

ويؤكد هذا التزاوج بين الرمز الحربي والإشارة الدينية أن الحكومة الإسرائيلية تحاول مواجهة العزلة الدولية بخطاب يجمع بين القوة العسكرية والشرعية الدينية المصطنعة. لكن النتيجة قد تكون تعميق العزلة بدلًا من كسرها.

تصعيد عسكري في غزة

تزامن الخطاب مع تصعيد ميداني واسع، إذ بدأت القوات الإسرائيلية ليلة أمس اجتياحًا بريًا لمدينة غزة باستخدام الدبابات. بعد ليلة من القصف الجوي والبحري.

وأكدت مصادر محلية أن المدنيين يعيشون كارثة إنسانية مع نزوح واسع وسط تدمير البنية التحتية وانعدام الملاجئ. في ظل سياسة الأرض المحروقة.

وتحدث مراقبون عن أن هذا التصعيد يسعى لطرد السكان بالقوة وإحداث تهجير قسري. بينما تصفه الحكومة الإسرائيلية بأنه عملية عسكرية “حاسمة”.

كما شددت منظمات إنسانية على أن استمرار القصف دون توفير ممرات آمنة يعد انتهاكًا للقانون الدولي ويكرس سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين.

اقرأ أيضًا:: الاحتلال يكثف قصفه على غزة لطرد المدنيين وإفراغ أحياء كاملة

تحذيرات المعارضة الإسرائيلية

في المقابل، قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن اعتراف نتنياهو بالعزلة الدولية لم يكن مفاجئًا. بل نتيجة طبيعية لسياسات فاشلة اتبعتها حكومته.

وأضاف أن هذه العزلة ليست قدرًا حتميًا، وإنما نتاج التخلي عن الرهائن وتغليب الحسابات الشخصية. مما تسبب في انهيار الثقة الدولية بإسرائيل.

وأكد لبيد أن الأضرار الدبلوماسية والاقتصادية باتت ملموسة ولن تكون هناك فرصة ثانية لإصلاحها. داعيًا الحكومة إلى تغيير المسار فورًا.

وحذر من أن الحرب الحالية تفتقر إلى أساس سياسي متماسك، وأن استمرارها لا يهدد فقط الاقتصاد بل يعمق عزلة إسرائيل في الساحة الدولية.

انعكاسات أوسع للعزلة

في غضون ذلك، أشارت تقارير اقتصادية إلى أن توقف الاستثمارات الأجنبية بعد الحرب مع إيران يعكس فقدان الأسواق العالمية الثقة في استقرار إسرائيل.

وأكد خبراء أن العقوبات الأوروبية المحتملة قد تضرب قطاع التكنولوجيا المتقدمة. مما يفاقم من عزلة تل أبيب الاقتصادية والسياسية على حد سواء.

ورأى محللون أن خطاب “سوبر إسبرطة” يعكس قلق نتنياهو من مستقبل إسرائيل. ومحاولته حشد الداخل بمزيج من الرموز العسكرية والدينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights