
تقرير: مروة محي الدين
قال الدكتور “أحمد الفرا”- مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة بمجمع ناصر الطبي بخانيونس- اليوم (الأربعاء) في تصريحات خاصة لموقع اليوم: “إن المستشفى تعاني من تكدس غير مسبوق في قسم الاستقبال والطوارئ للاطفال، حيث بلغ عدد الحالات التي تم التعامل معها في المستشفى 987 حالة، في 24 ساعة”.
وأضاف في مقطع مصور حصلنا عليه في اليوم: “إن هذه الأرقام غير مسبوقة في تاريخ المجمع منذ إنشاءه، فهي أرقام تعادل 10 أضعاف المعدل الطبيعي، وذلك عقب نزوح أهل الشمال، والأوضاع الكارثية التي يعيشها القطاع”.
تكدس غير مسبوق
أحد المشكلات التي عرضها “الفرا” في المقطع، هي عدم وجود أسرة كافية للحالات بالمستشفى، فقال: “نواجه مشكلة عدم وجود أسرة تكفي لنوم المرضي، بسبب التكدس، ما اضطرنا لإدخال الحالات في الممرات ومدخل المصعد؛ الوضع كارثي فلا يوجد أسرة أو أماكن”.
وعلل أسباب التكدس، فقال: “كما هو واضح التكدس رهيب يفوق الوصف، نظرا لازدياد حالات سوء التغذية، والأوضاع الكارثية التي يعيشها القطاع”.
واستطرد مشيرا للعيادة الخارجية للمستشفى: ” هذه العيادة تستقبل 20 أو 30 مريض في اليوم بحد أقصى، تستقبل اليوم 140 إلى 150 مريض في اليوم”.
سوء تغذية قاتل
بالنظر إلى إحصائية العيادة الخارجية الخاصة بالتغذية العلاجية للأطفال، الخاصة باليوم في المستشفى، نجدها تعاملت مع 124 حالة، بينهم: 37 حالة تعاني من سوء تغذية شديد- SAM، و 47 حالة سوء تغذية متوسط- MAM.
وقد أكد “الفرا”: أن “تلك أرقام غير مسبوقة، ولم تحدث في تاريخ مستشفيات القطاع، أن تدخل كل تلك الأعداد إلى المستشفيات يوميا”.
أمراض بلا أدوية
لفت “الفرا” إلى انتشار أمراض عديدة بين الأطفال في غزة، من بينها: “أمراض سوء التغذية، والنزلات الشعبية التي يشتبه في كونها أمراض أنفلوانزا أو كوفيد-19، والنزلات المعوية، والشلل الرخوي أو جيلان باريه، وأمراض أخرى”.
وتحدث عن انتشار الأمراض الجلدية بالقطاع، لأسباب شرحها في عرضه حالة طفلة من القطاع، في المقطع المصور، فقال: “نسرين محمود الشواف، التي أصابها التهاب بكتيري بالجلد، بالإضافة إلى إصابتها بسوء التغذية، بسبب عدم توفر المياة النظيفة، وعدم توفر منظومة صرف صحي سليمة، وغياب الصابون والمنظفات والمطهرات، ونقص المناعة، ونقص التغذية؛ ما جعلها مثالا مؤلمًا على الأثار الكارثية لهذه الحرب”.
وأضاف في تصريحاته: “إن هذه الالتهابات البكتيرية المنتشرة تحمل خطورة، إذ قد تؤثر على الكلى، وقد تؤدي لحدوث مضاعفات لدى مرضى الكلى”.
كما أكد أن عدم توفر الأدوية يفاقم الكارثة، مشيرا إلى: “أن عدم توفر علاج الايمنوجلوبلين المناعي، أدى إلى وفاة يوسف حسين، في قسم العناية المركزة؛ كما توفي عدد من مرضى الشلل الرخوي- جيلان بارية- أمس، بسبب عدم توفر الأدوية”.
رسالة إنسانية
وفي نهاية المقطع، بعث “الفرا” برسالة، قال فيها: “يجب وقف تلك المهزلة، يجب وقف هذه الحرب، وفتح المعابر والسماح بدخول كل شيء، بدءًا من الأدوية للمرضى في العناية المركزة، وكذلك المنظفات والمطهرات والمعقمات للأطفال، الذين يعانون من الأمراض الجلدية، والمواد الغذائية والحليب للأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية”.
واختتم حديثه بتأكيد النداء، بوجوب وقف تلك الحرب، فأطفال القطاع “ليسوا حبرا على ورق، فمنذ خلقهم الله، أضحى لهم الحق في الحياة، ولهم الحق في تلقي خدمة صحية، ولهم الحق في غذاء صحي وآمن وحياة نظيفة”.