الدكتورة سمر أبو الخير تكتب: صعوبات التعلم في عيون الأمهات

في كل بيتٍ قصة تبدأ بدمعة أمّ وهي ترى طفلها يتعثر في قراءة كلمة بسيطة أو كتابة حرف، ويغمرها سؤال صامت: “هل سيبقى ابني متأخرًا عن أقرانه؟”
هذه اللحظة القاسية التي تخطف قلب كل أم، قد تكون في الحقيقة نقطة التحوّل الأولى نحو رحلة اكتشاف قدرات طفلها المخفية.
صعوبات التعلم ليست عيبًا ولا وصمة، بل جرس إنذار محبّ يخبرنا أن هذا الطفل يحتاج إلى طريقة مختلفة للتعلّم، وأن بإمكانه أن يزهر إذا وجد البيئة التي تحتضن موهبته وتدعمه نفسيًا وتربويًا.
هؤلاء الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة أو الكتابة أو الحساب ليسوا أقل ذكاءً من أقرانهم، بل ربما أكثر إبداعًا وابتكارًا، المهم أن نرى ما وراء التعثر، أن نسمع نداءهم الخفي، وأن نمنحهم فرصة عادلة ليعبّروا عن أنفسهم بأسلوب يناسبهم.
لماذا تحدث صعوبات التعلم؟
الأسباب متعددة ومتشابكة: بعضها وراثي يجعل الطفل أكثر عرضة لهذه التحديات، وبعضها بيئي ناتج عن طرق تدريس تقليدية لا تراعي الفروق الفردية.
يضاف إلى ذلك عوامل نفسية مثل القلق وضعف الثقة بالنفس، وتأخر في النضج العصبي أو اضطرابات النمو.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن ما يقارب طفلاً من كل عشرة أطفال يعاني شكلاً من أشكال صعوبات التعلم، ما يجعل القضية شائعة وتتطلب وعيًا مجتمعيًا وتعاونًا بين الأسرة والمدرسة.
من القلق إلى الأمل.. كيف تجتاز الأمهات أزمة تأخر نطق طفلها
الخبر السار أن التشخيص المبكر يمكن أن يغيّر المستقبل بالكامل، التدخل في الوقت المناسب، واستخدام استراتيجيات مثل التعليم متعدد الحواس، والدعم النفسي المتواصل، كلها عوامل تساعد الطفل على تحويل التحديات إلى فرص للنمو.
هنا يأتي دور الأمهات والآباء في تقديم الحب غير المشروط، والتشجيع المستمر، والإيمان بقدرات أطفالهم، لأن كلمة دعم واحدة قد تصنع المعجزة، وتحول دمعة القلق إلى ابتسامة فخر في يوم التخرج.