تابعت كغيري من أبناء هذا الوطن خطاب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة الدوحة، حيث تحدث بصراحة وشفافية عن معاناة أمتنا العربية من التفتت والتشرذم، نتيجة أطماع خارجية لعبت على وتر الخلافات الداخلية، حتى باتت الفرقة تسكن النفوس قبل الأوطان.
ما بين مشيد بالخطاب لتوازنه وموضوعيته، ومتحدث عن الأزمة بتحفظ وخجل، لفتني موقف سياسي مختلف، يجسد عمق الانتماء وصدق النوايا.
رأيتها، نعم… منال إسماعيل. أعرفها جيدًا، وقد سعدت سابقًا باستضافتها في نشراتي. امرأة لا تعرف التراجع، محبة لوطنها، عاشقة لترابه، لا تتردد حين يناديها نداء الواجب.
وفي وقتٍ اختارت فيه الأحزاب الطرق التقليدية لحجز المقاعد استعدادًا للاستحقاق الانتخابي القادم، خرجت منال عن صمتها، لتطرح فكرة “الاصطفاف الوطني”، مؤكدة في أحد اجتماعات الأمانة أن “الوطن يحتاجنا في كل حين، لا وقت للتأخر”.
هي منال إسماعيل… نعم، لا أراكِ سوى أنتِ، تفعلين ما لا يجرؤ عليه كثيرون، وتنشغلين بما يعزف عنه الآخرون.
مثلها لا ينشغل بمكاسب وقتية أو مناصب سياسية، بل يهرع إلى حيث يكون الوطن محتاجًا. تسعى بين متطلبات الشعب كأنها بين الصفا والمروة، مجسدة روح هاجر المصرية، أمّ العرب، حينما نادت ربها أن يُنقذ صغيرها إسماعيل من الظمأ، فانفجر زمزم من تحت قدميه.
منال لا تضيّع وقتًا، لأن كل لحظة تُستثمر في سبيل مصر، هي لحظة بقاء وكرامة وعزة.
