يكشفها الملازم أول عبدالعزيز محمد محسن لـ«اليوم».. تفاصيل معركه البرث واستشهاد المنسي
محمد الجندي
يحكي الملازم اول عبد العزيز محمد محسن، لـ«اليوم»، تفاصيل معركه البرث والتي ستعرض أحداث مسلسل الاختيار الذي يعرض علي قناة on والذي يجسد حياه ابطالنا الشهداء من القوات المسلحه.
يقول أنه خريج الكليه الحربيه سلاح الحرب الالكترونية الدفعة ١٠٧ حربية خريج ٢٠١٣، مضيفا : “اشتغلت بالقاهرة سنتين واتنقلت شمال سيناء واشتغلت فيها سنتين ونص وطبقا لظروف شغلي لفيت شمال سيناء بالكامل وكان اخر مكان يشرفني اني اشتغلت فية هو كمين البرث”.
تنفيذ الأوامر
بدأ الملازم اول عبدالعزيز بسرد الحكايه “تعلمنا في الكلية الحربية والقوات المسلحة تنفيذ الأوامر وان الاوامر بتيجي اني هثبت في كماين علشان اقوم بدوري وهو تامين الكمين الكترونيا او اتحرك مع المداهمات فقطاع كرم القواديس والشيخ زويد ورفح المصرية وكنت فرحان بدوري وبوظيفتي فشمال سيناء لاني كنت الاسبقية الاولي في المعلومات والانذار لقواتنا ضد اي عداء ولما ابتديت اتقل فالخبرة قعدت فمركز القيادة بس المرة دي جت الاوامر غير كل مرة والاوامر اني اتحرك علي مربع البرث مع ابطال الكتيبة ١٠٣ صاعقة والي كان دايما بطلع معاهم المداهمات”.
ويتابع: “المهم اتلقيت الاوامر وبالفعل اتحركت بعربيتي علي سيناء رابع يوم العيد الكبير واخدت معايا اعظم خلق اللة ( رحمة الله) القائد والمعلم والاب سياده العقيد الشهيد احمد المنسي قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة واتحركنا مع بعض وقابلنا فالطريق جميع الظباط الابطال رحمتة اللة عليهم ( شبراوي -حسانين – محمد صلاح مدفعية ) والابطال الضباط (فهيم – سباعي – عبدالرحمن) واتحركنا لشمال سيناء ووصلنا يومها واتفقنا علي خطة التحرك لرفح”.
ويستكمل :بالفعل تاني يوم اتحركنا لرفح واتمركزنا في بيت راشد. اللي كان عبارة عن هضبة يسكنها خمس بيوت واتسكنا فالبيوت دي وكان اكبر بيت هو بيت القائد المنسي وشبراوي وسباعي وصلاح والحرب الالكترونية ودة البيت الي حصل علية الهجوم وباقي البيوت اتوزع عليها باقي الابطال واتسكنت الخدمات فوق كل مبني وابتدي كل واحد يقوم بدورة (خدمات – سلاح – توزيع زخائر الكمين بالكامل – الكمائن والاغارات من مجموعات الصاعقة علي الاماكن التي يتردد بها العناصر التكفيرية – القبض علي بعض المجموعات التكفيرية وتسليمهم للتحقيق معهم – ضرب الاحداثيات الملتقطة بالمدفعية الثقيلة والقوات الجوية”.
ويستطرد “فضلنا كل واحد فينا بيعمل شغلة علي اكمل وجة مع ان الظروف كانت اصعب مما اي حد يتخيل بسبب البيئة الي كنا فيها مكان مفيهوش مياة حتي علشان نتوضيء او حتي نعمل اكل لدرجة اننا طول الفترة دي كنا بناكل جراية (عيش مكسر) وجبنة لصعوبة الطبخ او كدة وكمان مفيش شبكة نكلم اهالينا نطمنهم علينا ومفيش اماكن ننام فيها كان سريري باب خشب محطوط علي طوب وفعلا كنا فوسط الصحراء بس راضين عن الي بنعملة لانه في سبيل الله ونصرة بلدنا وحمايتها وحماية اهالينا”.
واضاف أيضا ان القائد المنسي كان بيطلع ينفز طلعات خطيرة ويجيب عناصر شديدة الخطورة ويرجع يعني كان عامل كدة زي اللقمة فالزور للتكفيريين
وكنا بندرب عساكرنا رماية و نلعب لياقة وبالليل نقعد نتكلم في معلومات عامة طبعا مع القائد فعلا كان قائد بكل المعاني .
ومع كل الظروف دي مفيش حد من الابطال اشتكي وتخاذل في حماية مكانة بالعكس والله كنا فعلا المعني الحقيقي للعسكرية المصرية والشرف والرجولة وفضلنا اسبوع كل واحد بيقوم بدورة لحد يوم الجمعة ٢٠١٧/٧/٧ الساعة ٤ فجرا قبل ظهور الضوء
بدايه الملحمه
ويقول “كنت انا في غرفتي بشتغل علي جهاز الحرب الالكترونية وكان الظابط سباعي والظابط احمد حسانين (اللة يرحمه) نباطشية وكانوا بيلفوا علي العساكر وراجعين عالبيت وكان القائد المنسي فالصالة هو وشبراوي وصلاح وباقي الظباط (فهيم – عبدالرحمن – وائل) فالبيت التاني نباطشية وفالوقت دة اتفاجئت بصوت العساكر وهيا بتزعق وبتقول حرس سلاح وضرب نار بكميات كبيرة جدا علي البيت وكان فالوقت دة سباعي وحسانين رجعوا البيت ودخلوا الاوضة عندي اخدوا السلاح وطلعوا البلكونة وكان القائد المنسي اخد سلاحة من أوضتة وطلع فوق سطح المبني (حسب الخطة المتفق عليها اثناء الهجوم المفاجئ) وفضلت انا في الأوضة متابع الجهاز علشان لو حد اتكلم ابلغ القائد واتحرك شبراوي بسلاحة ناحية الأوضه بتاعته كان بيتعامل من الشباك وصلاح اخد جهاز الاشارة وابتدي يبلغ العمليات بالاحداثيات علشان تضربها مدفعية وكان الضرب بيزيد بطريقة قوية جدا لدرجة ان الطلقات كانت بتدخلي الأوضة وفضلت ثابت مكاني قدام الجهاز لحد اما دخل علينا عربيتين مفخخين اخترقوا الحواجز اللي كانت فالكمين وطبعا اتدرب عليهم كميات كبيرة من الذخيرة والاربي جي بس العربيات دي كانت مصفحة ومتدرعة بحديد خارجي ومتأثرتش باي حاجة لحد اما وصلت للبيت بتاعنا واصتدمت بية وانفجرت وعملت موجة انفجارية ملهاش وصف غير انها بركان اطاحت بالبيت وكل حاجة فالبيت اختفت واتدفنت تحت الجدران حتي الذخيرة وكمان الكهرباء كانت فصلت واصبح البيت مظلم نهائي بس كملنا ومهمناش واتصدينا للهجوم بالاسلحة الالي الي معانا قصاد الاسلحة الي معاهم الي كانت ملهاش عدد”.
استشهاد الشبراوي
وطبعا كلنا بالكامل اتحركنا من اماكنا بسبب الموجة واتصابنا كلنا بشظايا وبالرغم من كدة كل واحد قام وكمل دورة وفي الوقت ده كنت اتخبطت في الحيطة جامد والجهاز بتاعي كان اتدمر نهائي بس قمت واتحركت من الأوضة علشان اطلع السطح كان فالوقت دة متوجهة صاروخ ناحية الأوضة بتاعتي وفعلا اضرب الصاروخ في الأوضة وانا جواها طبعا الأوضة اتفجرت وانا اتردمت تحت الحيطة وجة النقيب شبراوي (اللة يرحمة) شدني وطلعني من تحت الحيطة وفضل هو يتعامل من الأوضة عندي وانا طلعت فالطرقة وكان فالوقت دة الظابط حسانين البطل كان استشهد (الله يرحمة) واتحرك البطل سباعي ناحيه السلم وقدر يعطل التكفريين انهم يطلعوا البيت وكان القائد المنسي بيبلغ العمليات باعداد الهجوم واتجهاتة واسلحتة المستخدمة ضدنا وفعلا اثبت المنسي انة قائد فعلا وقدر وسط النيران دي انة يبلغ العمليات علي جهاز اللاسلكي وكمان عمال يصطاد فيهم وفالوقت دة ابتدينا نوزع نفسنا علي البيت كلة واتحركت انا وصلاح والعساكر بتاعتنا ناحية المطبخ الي كان جمب السلم وكان صلاح بينزل دم جامد اثر الموجة الانفجارية وشبة مغمي علية وبمجرد ما فاق ابتدا بيبلغ الاحداثيات وبتضرب المدفعية علي التكفيرين واصابت منهم اعداد كبيرة وكان بيقول اضربوا الكمين يا فندم اضربوا الكمين علينا وعليهم وفضل شبراوي (اللة يرحمه) يتعامل عليهم ووقع منهم كتير وكنت فالوقت دة واقف وراء سباعي بيديلة انبوبة البوتجاز علشان يرميها عالسلم عليهم وتنفجر فيهم ونبقا وصلنا لاعلي الدرجات وهيا الشهادة الي كلنا كنا طالبنها من ربنا فالوقت دة بس هما رموها برة البيت وافتكرت فالوقت دة ان في صندوق قنابل موجود فالحمام وطبعا كان اصعب قرار فحياتي اني اتحرك وسط كمية النيران الي فكل مكان وقرأت الشهادة وزحفت لحد الحمام وجبت صندوق القنابل وكان فالوقت دة استشهد البطل سياده الرائد شبراوي
واخدت منة السلاح واعطيته للعساكر الابطال(علي علي) تكمل تعامل ضد التكفيرين وكان هدفي ساعتها اننا نقدر نصد الهجوم الكبير اللي علينا وسبت مجموعة قنابل للعساكر بحيث لو حد قدر يتسلل للبيت العساكر تفجر القنابل فية وزحفت ورجعت المطبخ ولما لقيت ان اعدادهم بتزيد حوالين الكمين وزعت القنابل علي الكل ورميناها عليهم من كل اتجاة ورميت قنبلة عالسلم علشان مفيش حد يطلع وفعلا القنبلة كسرت السلم واصابت التكفيرين الي كانوا عالسلم والبطل سباعي كان بيتعامل عليهم وفالوقت دة وكان الظباط الابطال(فهيم-عبدالرحمن-وائل) كانوا بيتعاملوا علي المجموعات التكفيرية الي كانت بتدخل الكمين ومعاهم البطل جندي فراج الي استخدم النص بوصة لتدمير عربيات الجماعات التكفيرية واحدثوا خساير فيهم وفي الوقت دة كنت انا فالمطبخ وطلعت من شباك المطبخ لقيت اعداد كتير منهم كانوا واقفين تحت الشباك وعايزين يطلعوا البيت وابتديت ارمي قنابل علي الاتجاهات الي واقفين فيها واصابت منهم كتير جدا وكنت بسمع اصواتهم وهما بيصرخوا ويقولوا الحقونا دول بيرموا قنابل وطلعت بصيت من الشباك لقيت اعداد كبيرة فيهم اتصابت وكانوا مخصصين جماعات اخلاء المصابين بتوعهم وكنت شايفهم وهما بيسحبوهم عالعربيات
المنسي يدعم رجاله وأستشهاد مغربي
وفالوقت دة كان بينادي علينا القائد المنسي من فوق السطح ويقول (اللة ينور يارجاله اثبتوا الدعم فالطريق) كلامة دة كان بيديني امل بس فالوقت دة كان الظابط البطل سباعي اتصاب ساعتها بطلقة فكتفة وطلقة في ايده قطعت صوابعة فالوقت دة رميت قنبلة تانية عالسلم لانهم كانوا عرفوا انة اتصاب وكانوا هيطلعوا واديتلة قماشة يربط ايدة ودخلتة المطبخ لانة فقد الوعي وغطيتة بكل حاجة ممكن اخبية بيها واخدت منة السلاح وابتديت اتعامل عليهم (علي الوضع الفردي يعني بضرب طلقة طلقة) لان الذخيرة كانت قليلة وصعب الوصول لمخزن الذخيرة الي كان اتدمر وكان معايا خزنتين بس قصاد طلقاتهم الي مبتنتهيش وكان قصاد كل طلقة مني بيترد عليها بكميات كبيرة منهم بس مهمنيش لان ربنا كان مثبتني مع اني كنت اتصبت ساعتها وبنزل دم من كل مكان بس كملت وفضلت اتعامل فترة كبيرة والتكفيرين بيهددوني من تحت ويقولوا (والله لنذبحكم يا طاغوط يا داعر واللة جئناك بالذبح) ويرموا عليا قنابل وكنت برقد لحد الانفجار واقوم ارد عليهم بسلاحي وكان بيتردد عبارات منهم ( المنسي فوق اطلعوله ) طبعا لان تاريخ القائد المنسي معروف واحدث فيهم خسائر كتيره طول فترة خدمتة في شمال سيناء وكان الدعم علي وصول وكان المنسي بيقلنا دة بحكم ان فوق المبني وشايف دة وساعتها اتصاب النقيب البطل صلاح ظابط المدفعية واخليناه من مكانة لان ضرب النار كان في كل مكان فالبيت ولما الدعم قرب يوصل اتعاملوا علية تعامل شديد واصطدم بة عربية نقل كان فيها عبوات ناسفة وكان الدعم بقيادة الظابط البطل رحمة اللة علية خالد مغربي الملقب (بخالد دبابة) واستشهد البطل في وقتها ولكن الدعم كان عندة اصرار ان يوصل وكمل طريقة بعد اخلاء الظابط خالد (اللة يرحمه)وكانت القوات الجوية وصلت واطلقت عدة صواريخ واصابت مجموعة كبيرة من سيارات الدفع الرباعي المحملة بالذخائر والمجموعات التكفيرية
وفي الوقت دة نفذت ذخيرتي ومفيش قدامي غير القنابل الي قربت تخلص ورميت عليهم قنبلة اصابت المجموعة الي كانت تحت السلم فالوقت دة كنت سامعهم وهما بيخلوا المصابين بتوعهم وبيبلغوا عبارة ( اسمعوا يا اخوة في واحد منهم فوق) والكلام دة موجود فالفيديو الي بيفضحوا نفسهم بية واد اية واحد مننا كان مخوفهم ومش مخليهم عارفين يطلعوا البيت وحجم الاصابات الي فيهم دة غير الي مطلعش فالفيديو لانهم طبعا مش هيفضحوا نفسهم اكتر من كدة وحاولوا يضربوني بالقناصات المزروعة في محيط الكمين وكان العسكري” علي ” بيزحف تجاهي علشان يديني سلاحة بعد ما ذخيرتي خلصت في الوقت دة روحي المعنوية ارتفعت مرة تانية بالفعل اخدتة منة وخليتة عالوضع الفردي وابتديت اتعامل عليهم تاني وكان الظباط (فهيم-عبدالرحمن-وائل) كانوا بيتعاملوا عليهم من البيت التاني واجبروهم علي الانسحاب من داخل الكمين بس فضلوا بيتعاملوا عليا من تحت السلم لانهم كانوا عايزين يطلعوا البيت ويرفعوا الرايه بتاعتهم عالكمين بس معرفوش لدرجة انهم كانوا بيرموا قنابل عليا .
طبعا كنت برقد عالارض ساعت الانفجار وبردة كنت بتصاب بشظايا وبعدين اقوم اكمل تعامل عليهم علشان ميحققوش هدفهم وبعد اول خزنة خلصت ركبت الخزنة التانية وكملت تعامل وساعتها اتصابت بطلقة قناصة من خارج الكمين فدراعي الشمال واتفصل دراعي عن كتفي ووقعت فالارض وجة عسكري ربطلي دراعي وكان عايز يكمل تعامل مكاني بس خليتة هو مع المصابين وشلت السلاح بدراعي اليمين وسندتة عالحيطة وكملت تعامل لحد اخر طلقة ماخلصت من السلاح واختفي صوت القائد المنسي وانسحبوا التكفريين من الكمين عدا ٣ افراد منهم كانوا عالسلم وكان معايا اخر قنبلة رميتها عليهم وجت فيهم اصابة مباشرة وقبل ما يهربوا جتلنا دفعة نيران فالمطبخ وكنت انا اول زمايلي واتصبت اول واحد فبطني والطلقة عدت مني ودخلت في العسكري حجازي وواحدة تانية في رجلي وعدت فالعسكري هرم واستشهد” هرم”ربنا يرحمة والبطل صلاح اتصاب بطلقة في بطنة وخبطة فالحيطة وجت في ظهري وهربوا الكلاب كلهم بعد ما لموا اكبر عدد من المصابين منهم ولاحقت القوات الجوية والحقت بعدد كبير منهم ومن سيارتهم التدمير وفالوقت دة وقعت عالارض وبقيت سامع صوت حشرجة مبقتش عارف انا عايش ولا ميت وبعدها لقيت ايد بتمشي علي خدي بيقولي انتا عايش يا بطل قلتلة اه قالي مين تاني من الابطال قلتلة كلهم عايشين لسة كنا بنتكلم قعد يهز فيهم لقاهم خلاص ما عدي حجازي وسباعي وقوموني بالعافية من شدة الالم ونزلوني من المبني لقيت النهار صافي والجو غريب في سكينة وهدوء كدة كان الملايكة نزلوا في المكان وركبت العربية لحد المستشفي ولما فقت عرفت ان القائد المنسي استشهد وعرفت باقي الابطال حصلهم اية قعدت فترة مش عايز حد يركب جمبي العربية لانة اخر واحد ركبها كلامة في اذناي بنبرة صوتة الله يرحمه